كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 18)

وَمِنْه فِي وصف الْإِبِل فِي الْمسير الْبَسِيط
(وداخلات على بهماء سبسبها ... بِكُل خرق عريق فِي العلى ندس)

(كَأَنَّهَا وَهِي ترمي المقفرات بهم ... من الوجيف نبال والهزال قسي)

(مثل الحواجب لاذت وَهِي ظامئة ... بأعين بالفلا مطموسة درس)
من ذَا يَقُول ولج الْآل يحملهاإن السَّفِينَة لَا تجْرِي على يبس وَمِنْه الْبَسِيط
(حرر لمعناك لفظا كي تزان بِهِ ... وَقل من الشّعْر سحرًا أَو فَلَا تقل)

(فالكحل لَا يفتن الْأَبْصَار منظره ... حَتَّى يصير حَشْو الْأَعْين النجل)
وَمِنْه فِي الشيب مخلع الْبَسِيط
(ولي شَبَابِي وراع شيبي ... مني سرب المها وفضه)

(كَأَنَّمَا الْمشْط فِي يَمِيني ... يجر مِنْهُ خيوط فضه)
وَمِنْه الوافر
(وَقد سكرت صعاد الْخط حَتَّى ... تأود كل لدن مُسْتَقِيم)
)
(وَمَا شربت سوى خمر التراقي ... وَلَا نشقت سوى ورد الكلوم)
وَمِنْه الْكَامِل
(والروع تثقل بالردى ساعاته ... وتخف بالأبطال فِي الضمر)

(نكص النَّهَار بِهِ على أعقابه ... حَتَّى حسبت الشَّمْس فِيهِ تكور)

(وَالنَّقْع مِنْهُ دجنة لَا تنجلي ... وَالصُّبْح مِنْهُ ملاءة لَا تنشر)
وَمِنْه السَّرِيع
(قُم هَاتِهَا من كف ذَات الوشاح ... فقد نعى اللَّيْل بشير الصَّباح)

(واحلل عرى نومك من مقلة ... تمقل أحداقاً مراضاً صِحَاح)

(خل الْكرَى عَنْك وَخذ قهوة ... تهدي إِلَى الرّوح نسيم ارتياح)

(باكر إِلَى اللَّذَّة واركب لَهَا ... سوابق اللَّهْو ذَوَات المراح)

(من قبل أَن ترشف شمس الضُّحَى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح)
وَمِنْه الطَّوِيل
(كَأَنَّك لم تجْعَل قناك مراودا ... تشق من اللَّيْل البهيم مآقيا)

الصفحة 27