كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 19)

(وَلَك مِمَّا سواهَا نصيب ... مثله إِن يعد أول أول)
وَمِنْه
(قد كَانَ ظَنِّي أَن الشيب يرشدني ... إِذا أَتَى فَإِذا غيي بِهِ كثرا)

(يَا وَاسع الرَّحْمَة اغْفِر واعف عَن زللي ... قد عَم عفوك من يَأْتِيك منزجرا)

(إِن خص عَفْو إلهي الْمُحْسِنِينَ فَمن ... يَرْجُو الْمُسِيء ويدعوه إِذا عثرا)
وَمِنْه
(كنت إِذا مَا أتيت غياً ... أَقُول بعد المشيب أرشد)

(فصرت بعد ابيضاض شيبي ... أسوء مَا كنت وَهُوَ أسود)
وَولد الشَّيْخ جمال الدّين بإسنا وَهِي قَرْيَة بصعيد مصر الْأَعْلَى وأكثرها روافض قَالَ قَالَ لي وَالِدي إِنَّمَا سميتك عُثْمَان ترغيماً لأهل إسنا
ونقلت من خطّ الْفَقِيه كَمَال الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الطوخي الشَّافِعِي صهر الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن الْحَاجِب مَا ذكره بعض أَصْحَاب التواريخ فِي المعميات
(رُبمَا عالج الْحُرُوف رجال ... فِي القوافي فتلتوي وتلين)

(طوعتهم عين وَعين وَعين ... وعصتهم نون وَنون وَنون)
ثمَّ قَالَ كتب هَذَانِ البيتان إِلَيّ حاذق بِإِخْرَاج المعميات فَأَقَامَ سِتَّة أشهر ينظر فيهمَا إِلَى أَن)
كشفهما ثمَّ حلف بأيمان مُغَلّظَة أَنه لَا ينظر فِي معمى أبدا وَلم يذكر تفسيرهما أصلا فأضربت عَن النّظر فيهمَا لم تبين من عسرهما من سِيَاق الْحِكَايَة ثمَّ بعد أَرْبَعِينَ سنة خطرا لي بِاللَّيْلِ فأفكرت فيهمَا فَظهر لي أَمرهمَا وَأَنه إِنَّمَا أَرَادَ بقوله طاوعتهم عين وَعين وَعين يَعْنِي نَحْو يَد وغد ودد لِأَنَّهُنَّ عينات مطاوعة فِي القوافي مَرْفُوعَة كَانَت أَو مَنْصُوبَة أَو مجرورة وكل وَاحِد مِنْهَا عين لِأَنَّهَا عين الْكَلِمَة لِأَن وزن غَد فع وَوزن يَد فع وَوزن دَد فع وأرد بقوله وعصتهم نون وَنون وَنون الْحُوت لِأَنَّهُ يُسمى نوناً والدواة لِأَنَّهَا تسمى نوناً وَالنُّون الَّذِي هُوَ الْحَرْف وَكلهَا نونات غير مطاوعة فِي القوافي إِذْ لَا يلتئم وَاحِد مِنْهَا مَعَ الآخر ثمَّ نظم ذَلِك رَضِي الله عَنهُ فِي بَيْتَيْنِ على وزن السُّؤَال فَقَالَ
(أَي غَد مَعَ يَد دَد ذُو حُرُوف ... طاوعت فِي الروي وَهِي عُيُون)

(ودواة والحوت وَالنُّون نونا ... ت عصتهم وأمرها مستبين)
ثمَّ قَالَ وَلَا يشك عَارِف بالمعميات أَنه لم يرد سوى ذَلِك انْتهى قلت الَّذِي ذكره

الصفحة 323