كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 20)

من أبي المظفر عبد الرَّحِيم ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره وَدخل الشَّام سنة سبع عشرَة أَو قبلهَا فَسمع من الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ وزين الْأُمَنَاء وأخيه الْمُفْتِي فَخر لدين وَسمع بحلب من أبي مُحَمَّد الْأُسْتَاذ وَقد ورد دمشق قبل ذَلِك وَسمع من أبي الحرستاني وَسمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي ثمَّ فِي النّوبَة الثَّانِيَة درس بالقدس بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية فَلَمَّا خرب الْمُعظم سور الْقُدس قدم دمشق وَتَوَلَّى تدريس الرواحية وَولى سنة ثَلَاثِينَ مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثمَّ تدريس الشامية الصُّغْرَى وَكَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة الْعَرَبيَّة حَافِظًا للْحَدِيث متقننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من النّسك والورع وَكَانَت فَتَاوِيهِ مسددة وَهُوَ أحد أَشْيَاخ ابْن خلكان وَبِه اشكالات على الْوَسِيط تفقه عَلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم الإِمَام شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن نوح وَالْإِمَام شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل أَبُو شامة وَالْإِمَام كَمَال الدّين سلار وَالْإِمَام كَمَال الدّين إِسْحَاق وَالْإِمَام تَقِيّ الدّين بن رزين قَاضِي الْقُضَاة بِمصْر وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي أَيَّام حِصَار الخوارزمية بِدِمَشْق خرج بجنازته دون الْعشْرَة مشمرين وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَصلى عَلَيْهِ خلق فِي بَاطِن الْمَدِينَة
36 - شماس عُثْمَان بن عُثْمَان بن السريد بن سُوَيْد بن هزمر بن عَامر بن مَخْزُوم الْمَعْرُوف بشماس وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ شماسا من الشماسة قدم مَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ جميلا فَعجب النَّاس من جماله فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَكَانَ خَال عُثْمَان لنأتينكم بشماس احسن مِنْهُ فَأتى بِابْن أُخْته عُثْمَان بن عُثْمَان فَسمى شماسا من يَوْمئِذٍ وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ من مهاجرة الْحَبَشَة شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد
37 - عُثْمَان بن الزبير عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام أحد خطباء قُرَيْش وعلمائهم وأشرافهم كَانَ دميم الْهَيْئَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَأَرْبَعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

الصفحة 27