كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 20)

عَظِيما وَلم يُغير هَيئته وَصلى عَلَيْهِ بجنان ثَابت وَجَاء إِلَيْهِ وَهُوَ ملفوف فِي أَكْفَانه لَا يبين مِنْهُ إِلَّا وَجهه فأكب عَلَيْهِ فَقبله وَقَالَ يَا بني استودعتك الله الَّذِي لَا تضيع ودائعه الرب خير لَك من الْأَب ثمَّ مضى وَقَالَ لَوْلَا أَن الْقُلُوب توقن باجتماع ثَان لتفطرن المرائر لفراق المحبوبين وَكَانَ يَقُول سُبْحَانَ من يقتل أَوْلَادنَا ونحبه وَمن شعر أبي الْحسن الْمَذْكُور // (من المديد) //
(شاقة والشوق من غَيره ... طلل عاف سوى أَثَره)

(مقفر إِلَّا معالمه ... واكف بالودق من مطره)

(فانثنى والدمع منهمل ... كانسلال السلك عَن درره)

(طاويا كشحا على نوب ... مسحتات لسن من قطره)

(رحْلَة الأحباب عَن وطني ... وحلول الشيب فِي شعره)

(شيم للدهر لُغَة ... مستبنيات لمختبره)

(وَقبُول الدل مبسمها ... أَبْلَج لغير عَن خصره)

(دودة جيداء ناعمة ... تستزيد الطّرف من نظره)

(هز عطفيها الشَّبَاب كَمَا ... مَاس غُصْن البان فِي شَجَره)

(ذَات فرع فَوق ملتمع ... كدجى أبدى سنا قمره)

(وبنان زانه ترف ... زَاده التَّسْلِيم عَن خضره)

(خصرها يشلو روادفها ... كاشتاء الصب من سهره)

(نصبت عَيْني لَهَا غَرضا ... فَهُوَ مصمي بمعتوره)

(وزهت تيها كَأَن لَهَا ... نسبا يزهى بمفتخره)

(وأناخت فِي فتار ملك ... دنت الأخطار عَن خطره)
قلت هَذِه القصيدة على وزن قصيدة أبي نواس الَّتِي عارضها عَليّ بن جبلة وَسَتَأْتِي فِي تَرْجَمته

الصفحة 67