كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 20)

الله بن مُحَمَّد بن عُصْفُور
122 - أَبُو الشبل البرجمي عصم عصم بن وهب أَبُو الشبل البرجمي الشَّاعِر كَانَ من البراجم مولده بِالْكُوفَةِ وَنَشَأ وتأدب بِالْبَصْرَةِ وَقدم سر من رَأْي أَيَّام المتَوَكل ومدحه وَكَانَ صَاحب نادرة كثير الْغَزل مَاجِنًا نَفعه على المتَوَكل واختص بِهِ وَأفَاد مِنْهُ نعْمَة طائلة وأثرى ومدحه بِأَبْيَات مِنْهَا // (من مجزوء الْكَامِل) //
(أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قَول الْمُعَلل)

(وثقي بالنجح إِذْ أَبْصرت ... وَجه المتَوَكل)

(ملك ينصف يَا ظالمتي ... فِيك ويعدل)

(فَهُوَ الْغَايَة والمأمول ... يرجوه المؤمل)
وَكَانَت لَهُ ثَلَاثِينَ بَيْتا فَأمر لَهُ لكل بَيت بِأَلف دِرْهَم فَانْصَرف بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكَانَ لَهُ صديق طيب أَحمَق فَمَاتَ فرثاه بقوله // (من الْخَفِيف) //
(قد بكاه بَوْل الْمَرِيض بدمع ... واكف فَوق مقلتيه ذروف)

(ثمَّ شعت جُيُوبهنَّ الْقَوَارِير ... عَلَيْهِ وَنحن نوح اللهيف)

(يَا فَسَاد الْخِيَار شنير والأقراص ... طرا وَيَا كساد السقوف)

(لهف نفس على صنوف رقاعات ... تولت مِنْهُ وعقل سخيف)
وَكَانَ قد مدح مَالك بن طوق وَهُوَ أَمِير على الأهواز بِشعر عَجِيب فَبعث إِلَيْهِ صرة مختومة فِيهَا مائَة دِينَار فظنها دَرَاهِم فَردهَا وَكتب مَعهَا // (من الطَّوِيل) //
(فليت الَّذِي جَادَتْ بِهِ كف مَالك ... وَمَالك مدسوسان فِي آست أم مَالك)

(وَكَانَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِي استها ... فأيسر مَفْقُود وأيسر هَالك)
فَلَمَّا قَرَأَ الرقعة أَمر بإحضاره فأحضر قَالَ يَا هَذَا ظلمتنا واعتدين علينا فَقَالَ قدرت عنْدك ألف دِرْهَم فوصلتني بِمِائَة دِرْهَم فَقَالَ افتحها فَفَتحهَا فَإِذا هِيَ مائَة دِينَار فَقَالَ أَقلنِي أَيهَا الْأَمِير قَالَ قد أقلتك وَلَك مَا تحب أبدا مَا بقيت وقصدتني ورأي يَوْمًا إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يكْتب فَقَالَ // (من الْبَسِيط) //
(ينظم اللُّؤْلُؤ المنثور مَنْطِقه ... وينظم الدّرّ بالأقلام فِي الْكتب)

الصفحة 76