كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 20)

(قد خَانَهُمْ صرف الزَّمَان لأَنهم ... كَانُوا كراما وَالزَّمَان لئيم)

(طلقت لذاتي ثَلَاثًا بعدهمْ ... حَتَّى يعود العقد وَهُوَ تطيم)

(الله حَيْثُ تحملوا جَار لَهُم ... والأمن دَار وَالسُّرُور نديم)

(وَالْعين غُصْن والمناهل عذبة ... والجو طلق والرياح نسيم)
قلت شعر جيد
135 - الصاحب عَلَاء الدّين عَطاء ملك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَجَل عَلَاء الدّين الْجُوَيْنِيّ صَاحب الدِّيوَان الْخُرَاسَانِي أَخُو الصاحب الْوَزير الْكَبِير شمس الدّين كَانَ اليهما الْحل وَالْعقد فِي دولة أبغا ونالا من الجاه والحشمة مَا يتَجَاوَز الْوَصْف وَفِي سنة ثَمَانِينَ قدم بَغْدَاد ومجد الْملك العجمي فَأخذ صَاحب الدِّيوَان وغله وعاقبه وَأخذ أَمْوَاله وأملاكه وعاقب سَائِر خواصه وَلما عَاد منكوتمر من الشَّام مكسورا حمل علاي الدّين مَعَهم إِلَى همذان وَهُنَاكَ مَاتَ أبغا ومنكوتمر فَلَمَّا ملك أرغون بن أبغا طلب الْأَخَوَيْنِ فاختفيا وَتُوفِّي عَلَاء الدن بعد الاختفاء بِشَهْر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة ثمَّ أَخذ ملك اللور أَمَانًا لشمس الدّين أَخِيه من أرغون وأحضره إِلَيْهِ فغدر بِهِ وَقَتله بعد موت أَخِيه بِقَلِيل ثمَّ فوض أَمر الْعرَاق إِلَى سعد الدّين العجمي وَالْمجد بن الْأَثِير والأمير عَليّ بن جكيبان ثمَّ قتل أزق وَزِير أرغون الثَّلَاثَة بعد عَام
وَكَانَ عَلَاء الدّين الْكَبِير وَأَخُوهُ فيهمَا كرم وسؤدد وخبرة بالأمور وَفِيهِمَا عدل ورفق بالرعية وَعمارَة للبلاد ولى عَلَاء الدّين تطر الْعرَاق الْعِمَاد والقزويني فَأخذ فِي عمَارَة الْفُرَات وَأسْقط عَن الفلاحين مغارم كَثِيرَة إِلَى أَن تضَاعف دخل الدِّيوَان وعمرت الْعرَاق وحفر نَهرا من الْفُرَات مبدؤه من الأنبار وَيَنْتَهِي إِلَى مشْهد عَليّ أنشأ عَلَيْهِ مائَة وَخمسين قَرْيَة وَبَالغ بعض النَّاس فَقَالَ كَانَت بَغْدَاد أَيَّام الصاحب عَلَاء الدّين أَجود مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ أَيَّام الْخَلِيفَة
وَكَانَ الْفَاضِل إِذا عمل كتابا وَنسبه اليهما تكون جائزته ألف دِينَار وَقد صنف مُحَمَّد بن الصيقل الْجَزرِي كتاب المقامات وقدمها فَأعْطى ألف دِينَار وَكَانَ لَهما إِحْسَان إِلَى الْعلمَاء والفضلاء وَلَهُمَا تطرق فِي الْعُلُوم الأدبية والعقلية

الصفحة 84