كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

(لَا تسألوا عَن حَدِيث الدمع كَيفَ جرى ... فقد كفى مَا جرى مِنْهُ على بَصرِي)
قلت هَذَا الْمَعْنى تداوله الْمُتَأَخّرُونَ كثيرا ولي فِيهِ عدَّة مقاطع مِنْهَا قولي من الْخَفِيف
(إنَّ عَيْني مذ غابَ شخصك عَنْهَا ... يَأْمر السُّهْدُ فِي كراها ويَنْهَى)

(بدموعٍ كأَنهنّ الغوادي ... لَا تسلْ مَا جرى على الخدِّ مِنْهَا)
وَمِنْه فِي غُلَام يُبَاع فِي الدكة من السَّرِيع
(يسام للْبيع على أَنه ... أبهى من الزهرة وَالْمُشْتَرِي)

(دمعي لذاك الْخَال فِي خَدّه ... أرسل للأسود والأحمر)
وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط
(كَأَنَّمَا ثغرها حباب ... أطاف من رِيقهَا بِخَمْر)

(مقرها فِي صميم قلبِي ... وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(وافى إِلَيّ وكأس الراح فِي يَده ... فخلت من لَفظه أَن النسيم سرى)

(لَا تدْرك الراح معنى من شمائله ... وَالشَّمْس لَا يَنْبَغِي أَن تدْرك القمرا)
وَمِنْه فِي مليح نَصْرَانِيّ من الْبَسِيط
(وَبِي غرير يحاكي الظبي ملتفتا ... أغن أحور عَقْلِي فِيهِ قد حارا)

(يصبو الْحباب إِلَى تَقْبِيل مبسمه ... ويكتسي الراح من خديه أنوارا)

(من آل عِيسَى يرى بعدِي تقربه ... وَلم يخف دم العشاق أوزارا)

(لأَجله أصبح الراووق منعكفا ... على الصَّلِيب وَشد الكاس زنارا)
وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط
(أول عشقي فتور عَيْني ... ك مَا لَهُ فِي الغرام آخر)

(وعاشق المقلتين يفنى ... وَلَيْسَ يسلو إِلَى الْمَقَابِر)
)
وَمِنْه لغز فِي رمح من الْخَفِيف
(أَي شَيْء يكون مَالا وذخراً ... راق حسنا عِنْد اللِّقَاء ومخبر)

(أسمر الْقد أَزْرَق السن وَصفا ... إِنَّمَا قلبه بِلَا شكّ أَحْمَر)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(

الصفحة 238