كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

ونقلت من خطه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدته الرقطاء يعجم مِنْهَا حرف وَيُطلق حرف وسماها مضمار الخواطر يمدح بهَا الْوَزير علم الدّين يحيى بن الصاحب صفي الدّين ابْن شكر وَهِي من مجزوء الرجز قد فَازَ عِنْدِي رجل بحبه يستعجل
(ريم غرير نافر ... شويدن مخلخل)

(أضلنا فَلَا ترى ... لنا برشد سبل)

(فويح قلب صبه ... قلب مشوق وَجل)

(لَيْسَ يُطِيع قلبه ... فَلَا تلح عذل)

(قُم يَا نديم ترتوي ... من كف ريم يرفل)

(أَبْلَج حيانا بصبح ... تَحت ليل يسبل)

(بكفه قد شعشعت ... كبرق ليل يعجل)

(جلّ فَلَا يدْخل غم ... قطّ قلباً تدخل)
يحياي كن لي إِن هَذَا زمن مزلزل
(لَا خوف من آفاته ... بِرَبّ عزم يكفل)

(هَذَا قصيد بك قد ... جلّ فَلَا يمثل)
وَقَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(رنا وانثنى كالسيف والصعدة السمرا ... فَمَا أَكثر الْقَتْلَى وَمَا أرخص الأسرى)

(خُذُوا حذركُمْ من خارجي عذاره ... فقد جَاءَ زحفاً فِي كتيبته الخضرا)
)
(غُلَام أَرَادَ الله إطفاء فتْنَة ... بعارضه فاستأنفت فتْنَة أُخْرَى)

(فزرفن بالأصداغ جنَّة خَدّه ... وأرخى عَلَيْهَا من ذوائبه سترا)

(أغن يُنَاجِي شعره حلي خصره ... كَمَا يعتب المعشوق عاشقه سرا)

(وصلت بداجي شعره ليل وَصله ... فَلم أر صبحاً غير غرته الغرا)

(أخوض عباب الْمَوْت من دون ثغره ... كَذَاك يغوص الْبَحْر من طلب الدرا)

(غزال رخيم الدل فِي يَوْم سلمه ... وَلَيْث لَهُ فِي حربه البطشة الْكُبْرَى)

(دري بِحمْل الكأس فِي يَوْم لَذَّة ... وَلَكِن بِحمْل السَّيْف يَوْم الوغى أدرى)

الصفحة 288