كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

(وَإِذا كَانَ خصمك الدَّهْر والحك ... م إِلَى الله فاتخذه وَكيلا)

(إِن مدحي لَهُ أَشد وطآء ... وقرضي أقوى وأقوم قيلا)

(جلّ عَن سَائِر الْبَريَّة قدرا ... فاخترعنا لمدحه التنزيلا)
قلت وَمن شعره من الْبَسِيط
(باكر صبوحك أهنى الْعَيْش باكره ... فقد ترنم فَوق الأيك طَائِره)

(وَاللَّيْل تجْرِي الدراري فِي مجرته ... كالروض تطفو على نهر أزاهره)

(وكوكب الصُّبْح نجاب على يَده ... مخلق تملأ الدُّنْيَا بشائره)

(فانهض إِلَى ذوب ياقوت لَهَا حبب ... تنوب عَن ثغر من تهوى جواهره)

(جمراء فِي وجنة الساقي لَهَا شبه ... فَهَل جناها مَعَ العنقود عاصره)

(سَاق تكون من صبحٍ وَمن غسقٍ ... فابيض خداه واسودت غدائره)

(مفلج الثغر معسول اللمى غنج ... مؤنث الجفن فَحل اللحظ شاطره)

(مهفهف الْقد يندى جِسْمه ترفاً ... مخصر الخصر عبل الردف وافره)

(بيض سوالفه لعس مراشفه ... نعس نواظره خرس أساوره)

(تعلمت بانة الْوَادي شمائله ... وزورت سحر عَيْنَيْهِ جآذره)

(كَأَنَّهُ بسواد الصدغ مكتحل ... وَركبت فَوق خديه محاجره)

(نَبِي حسن أظلتنا ذوائبه ... فَقَامَ فِي فَتْرَة الأجفان ناظره)

(فَلَو رَأَتْ مقلتا هاروت آيَته ال ... كبرى لآمن بعد الْكفْر ساحره)

(قَامَت أَدِلَّة صدغيه لعاشقه ... على عذول أَتَى فِيهِ يناظره)
)
(خُذ من زَمَانك مَا أَعْطَاك مغتنماً ... وَأَنت ناه لهَذَا الدَّهْر آمره)

(فالعمر كالكأس تُسْتَحْلى أوائلُهُ ... لكنّهُ رُبمَا مُجَّتْ أواخرُهُ)
وَمِنْه من قصيدة من الطَّوِيل
(وَفِي الكلة الْحَمْرَاء بَيْضَاء طفلة ... بزرق عُيُون السمر يحمى احورارها)

(أثار لَهَا نقع الْجِيَاد سرادقاً ... بِهِ دون ستر الخدر عَنَّا استتارها)

(لَهَا طلعة من شعرهَا وجبينها ... تعانق فِيهَا لَيْلهَا ونهارها)

(لَهَا من مهاة الرمل جيد ومقلة ... وَلَيْسَ لَهَا استيحاشها ونفارها)

الصفحة 290