كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

وَمِنْه من الوافر
(أَمَانًا أَيهَا الْقَمَر المطل ... فَفِي جفنيك أسياف تسل)

(يزِيد جمال وَجهك كل يَوْم ... ولي جَسَد يذوب ويضمحل)

(وَمَا عرف السقام طَرِيق جسمي ... وَلَكِن دلّ من أَهْوى يدل)

(يمِيل بطرفه التركي عني ... صَدقْتُمْ إِن ضيق الْعين بخل)

(إِذا نشرت ذوائبه عَلَيْهِ ... ترى مَاء يرف عَلَيْهِ ظلّ)
قلت أخذت هَذَا الْمَعْنى من الرَّابِع وَقلت من السَّرِيع
(أترك هوى الأتراك إِن شِئْت أَن ... لَا تبتلي فيهم بهم وضير)

(وَلَا ترج الْجُود من وصلهم ... مَا ضَاقَتْ الْأَعْين مِنْهُم لخير)
وَمن شعر ابْن النبيه من الوافر
(جد وجدي بحب لاه وأودى ... بفؤاده تذكاره وَهُوَ نَاس)

(من بني التّرْك لين الْعَطف قاسي ال ... قلب سهل القياد صَعب المراس)

(ضيق الْعين وَهِي من صفة البخ ... ل فَإِن جاد كَانَ ضد الْقيَاس)
وَمِنْه من الْكَامِل
(قُم يَا غُلَام نصيحة من نصح ... فالديك قد صدع الدجا لما صدح)

(خَفِيف تباشير الصَّباح فسقني ... مَا ضل فِي الظلماء من قدح الْقدح)

(صهباء مَا لمعت بكف مديرها ... لمقطب إِلَّا تهلل وانشرح)

(وَالله مَا مزج المدام بِمَائِهَا ... لكنه مزج المسرة بالفرح)
)
(وضحت فلولا أَنَّهَا تروي الظما ... قُلْنَا شراب أَو سراب قد طفح)

(هِيَ صفوة الْكَرم الْكَرِيم فَمَا بَدَت ... سراؤها فِي باخل إِلَّا سمح)

(من كف فتان القوام بِوَجْهِهِ ... عذر لمن خلع العذار أَو اطرَح)

(قمر شقائق مرج وجنته حمى ... مَا شقها سرج العذار وَلَا سرح)

(ولى بِشعر كالظلام إِذا دجا ... وأتى بِوَجْه كالصباح إِذا وضح)

(يَهْتَز كالغصن الرطيب على النقا ... ذَا خف فِي طي الوشاح وَذَا رجح)

(النرجس الْغُصْن اسْتَحى من طرفه ... وشعره زهر الأقاح قد انْفَتح)

(وَكَأَنَّهُ متبسم بعقوده ... أَو بالثنايا قد تقلد واتشح)

الصفحة 292