كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

(مهاة حسن أداريها إِذا نفرت ... عني وأعطفها بالعتب إِن جمحت)

(قد حَار فِي وصف أغزالي العذول بهَا ... وَقَالَ كَيفَ حلت فِي غادة ملحت)

(بذلت فِي وَصلهَا روحي فقد خسرت ... تِجَارَة الْحبّ فِي روحي وَمَا ربحت)

(ولي أمالي نفس طالما كذبت ... فِيهَا وَلَو جنحت نَحْو الوفا نجحت)

(زارت لتمنحني من وَصلهَا منناً ... أَهلا بهَا وَبِمَا منت وَمَا منحت)

(أَقْسَمت مَا سجعت ورق الحمائم فِي ... روض على مثل عطفيها وَلَا صدحت)

(وَكلما اعتدلت بالميل قامتها ... رَأَيْتهَا فَوق حسن الْغُصْن قد رجحت)

(وَمَا اكتسى خدها من لُؤْلُؤ عرقاً ... لَكِنَّهَا وردة بالطل قد رشحت)

(وَرب ليل خَفِيف الْغَيْم أنجمه ... أزاهر قد طفت فِي لجة طفحت)

(يَتْلُو الْهلَال الثريا فِي مطالعها ... كَأَنَّهَا شفة للكأس قد فتحت)

(وللنسيم رسالات مرددة ... وَحُمرَة الْبَرْق فِي فَحم الدجا قدحت)

(والزهر قد أوقت مِنْهُ مجامره ... فَكلما لفحت ريح الصِّبَا نفحت)
وَقَالَ ابْن النبيه من الطَّوِيل
(خدمت بديوان الْمحبَّة نَاظرا ... على غرَّة يَا لَيْتَني فِيهِ عَامل)

(وحاسب فرط السقم جسمي فَلم تكن ... توافيه إِلَّا أعظم ومفاصل)
وَقَالَ ابْن النبيه بَيْتا أبدع فِيهِ تقْرَأ كل كَلِمَتَيْنِ مِنْهُ مقلوباً وَهُوَ من الرمل)
(لبق أقبل فِيهِ هيف ... كل مَا أملك إِن غنى هبه)
وَقَالَ يمدح الْأَشْرَف مُوسَى بزجل وَهُوَ
(الزَّمَان سعيد مواتى ... والحبيب حُلْو رَشِيق)

(وَالربيع بساطو أَخْضَر ... وَالشرَاب أصفر مروق)

(والنسيم سحر تنفس ... عَن عبير أَو مسك أذفر)

(والغصون بِحَال ندامى ... من سلاف الْغَيْم تسكر)

(والغدير يمد معصم ... ينجلي فِي نقش أَخْضَر)

(والهزار يعْمل طرايق ... فِي الْغِنَا مزموم وَمُطلق)

(هَات يَا ساقي الحميا ... إِن نجم اللَّيْل غرب)

الصفحة 294