كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 21)

الْقَابِسِيّ الْمَالِكِي عَالم إفريقية
سمع وَحدث وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث وَعلله وَرِجَاله فَقِيها أصولياً متكلماً صَالحا متقناً وَكَانَ أعمى لَا يرى شَيْئا وَألف تواليف بديعة وَسمي الْقَابِسِيّ لِأَن عَمه كَانَ يشد عمَامَته شدَّة قابسية توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة ورثاه الشُّعَرَاء وَضربت الأخبية على قَبره وَولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة رَحل إِلَى الْمشرق وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ بِمَكَّة من أبي زيد وَرجع إِلَى القيروان قَالَ أَبُو بكر الصّقليّ قَالَ لي أَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ كذب عَليّ وَعَلَيْك سموني بالقابس وَمَا أَنا بقابسي وَإِنَّمَا السَّبَب فِي ذَلِك أَن عمي كَانَ يشد عمَامَته شدَّة قابسية فَقيل لِعَمِّي قابسي واشتهرنا بذلك وَإِلَّا فَأَنا قروي وَأَنت فَدخل أَبوك مُسَافِرًا إِلَى صقلية نسب إِلَيْهَا)
وَأول جُلُوسه للمناظرة بأثر موت أبي مُحَمَّد قَالَ من الوافر
(لعمر أَبِيك مَا نسب الْمُعَلَّى ... لمكرمة وَفِي الدُّنْيَا كريم)

(وَلَكِن الرياض إِذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم)
ثمَّ بَكَى حَتَّى أبكى النَّاس وَقَالَ أَنا الهشيم ثَلَاثًا وَالله لَو أَن فِي الدُّنْيَا خضراء مَا رعيت أَنا
وَشَيْخه الْمَذْكُور هُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن أبي هَاشم التجِيبِي وَسمع شخصا يَقُول فِي مَجْلِسه مَا قصر المتنبي فِي قَوْله من المتقارب
(يُرَاد من الْقلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على النَّاقِل)
فَقَالَ يَا مِسْكين أَيْن أَنْت عَن قَوْله تَعَالَى لَا تَبْدِيل لخلق الله
وَمن تصانيفه الممهد فِي الْفِقْه وَأَحْكَام الديانَات والمنقذ من شبه التَّأْوِيل والمناسك والاعتقادات
أَبُو الْحسن البلنسي عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد الخزرجي أَبُو الْحسن الأندلسي البلنسي قدم بَغْدَاد طَالب الْعلم وروى بهَا شعره وَكتب عَنهُ يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن حَمْزَة السّلمِيّ الدِّمَشْقِي فِي مشيخته وَمن شعره من المنسرح
(عَاد إِلَى الْوَصْل بعد مَا هجرا ... وَتَابَ مِمَّا جناه واعتذرا)

(وَقَامَ بِالرَّاحِ فَوق رَاحَته ... كَأَنَّهَا الشَّمْس تحمل القمرا)
أَبُو الْقَاسِم التنوخي الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد أبي الْفَهم بن إِبْرَاهِيم أَبُو

الصفحة 302