كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 22)

وَقَالَ
(ولربَّ ليلةِ موعدٍ كصدودهِ ... لَا تهتدي فِيهَا النجومُ لمطلعِ)

(نازلتُها بالأبلجين جبينِه ... وسُلافِ كأسِ يَمِينه المتشعشعِ)

(وحللتُ بندَ قَبائه عَن بانةٍ ... هيفاءَ تحكيها الغصونُ وتدَّعي)

(والنجمُ خفَّاق كمقلة خائفٍ ... مترقّبٍ أَو مثل قلبِ مروَّعِ)

(أخْشَى الوشاةَ بهَا فلولا ثغرُه ... لبكَيتُ من ضَحِكِ البروق اللمَّعِ)

(وأخادع الأَرواح عَن أنفاسِهِ ... كتماً ويأبى المسكُ غيرَ تضوّعِ)

(حتَّى لوَ انَّ الليلَ ينشد بدرَه ... فِي تمِّه لأصابه فِي مضجعي)

(آهاً لشملٍ كالدُّموعِ مُبدَّدٍ ... فِيهِ وعهدٍ كالهجوع مضيعِ)
وَقَالَ
(من لي بقاسي الْقلب لَيْسَ يَزُول من ... بالي ولستُ بخاطرٍ فِي بالِهِ)

(وكأَنَّ فجراً فِي بقيَّة ليلةٍ ... فِي جمر ذَاك الخدّ فحمةُ خالِهِ)

(أَمَّلتُ لثم عِذاره ومُنحتُه ... فنسيتُ مَا أمّلتُ من إجلالِهِ)

(وقنعتُ بِالنّظرِ الخفيِّ تنزُّهاً ... ووهبت طيبَ حرَامه لحلالِهِ)

(يَا عاذليّ على هوى متجنّب ... مَا ذقتما مَا ذقتُ من بَلبالِهِ)

(ألْقى الغصونَ فَأَيْنَ لِينُ قوامِهِ ... وَأرى البدورَ فَأَيْنَ حُسن كمالِهِ)
وَقَالَ
(ثَنَتِ الشمولُ من الشمائلْ ... كالبانِ فِي ورَق الغلائلْ)

(هَيَفٌ يُناط بأعينٍ ... مثل الأَسنَّة فِي الذوابلْ)

(من كلِّ مخشيِّ الخلا ... فِ لأَجله جَدَلُ العواذلْ)

(هنَّ الظباء نواصباً ... هُدْبَ الجفون لنا حبائلْ)
)
(سَقَماً يُشاب بصحَّةٍ ... فلذاك يُحيي وَهُوَ قاتلْ)

(وثغورها أحلى وأح ... سنّ من رياض فِي مناهلْ)

الصفحة 11