كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 24)

وَمِنْه يهجو خَطِيبًا
(أما تسحي ويك من منظرك ... وَمن سوء مَا شاع من مخبرك)

(وتزعم أَنَّك أَنْت الْخَطِيب ... فَلم يخطبون على منبرك)
وَقَالَ عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ يصف أَبَا عَامر الْجِرْجَانِيّ الْمَذْكُور
(مَا أَبُو عامرٍ سوى اللطف شَيْء ... إِنَّه جملةٌ كَمَا هُوَ روح)

(كل مَا لَا يلوح من سر معنى ... عِنْد تفكيره فَلَيْسَ يلوح)
وَقَالَ أَبُو الْفرج ابْن هندو أَيْضا
(هَذَا سروري بِأبي عامرٍ ... مغرقي فِي لجه الغامر)

(فَتى إِذا جاراه فِي مفخرٍ ... مساجل خاطر بالخاطر)

(النثر جسم وَهُوَ روحٌ لَهُ ... وَالنّظم عينٌ وَهُوَ كالناظر)
وَمن شعر أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ يهدجو أهل نيسابور
(أرى أهل نيسابور كالمعدن الَّذِي ... ينَال الجدى مِنْهُ بِحَفر المعاول)

(إِذا فزعوا كَانُوا بغاثاً مسفةً ... وَإِن أمنُوا طاروا بريش الأجادل)
وَمِنْه
(أَقُول لَهُ لما تلبس خلعةً ... تحشرج فِيهَا من أولي الْعلم عَالم)

(رَأَيْتُك مثل النعش لم ير لابساً ... لخلعته إِلَّا وَفِي الْحَيّ مأتم)
ومه
(خُذُوا صفة الزَّمَان عني فَإِن لي ... لِسَانا عَن الْأَوْصَاف غير قصير)

(حقاقٌ كأمثال الكرات تَضَمَّنت ... فصوص بلخشٍ فِي غشاء حَرِير)
وَمِنْه
(يَا نرجساً لم تعد قامته ... سهم الزمرد حِين ينتسب)

(فرصافه عظمٌ وقذته ... قطع اللجين وفوقه ذهب)

الصفحة 22