كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 27)

(فالجوُّ فِي مِسكيةِ الغيمِ أنبَري ... والأرضُ فِي موشيّة الأزهار)

(والغانياتُ تميس فِي أرجائها ... مختالةً مَيسَ القنا الخَطَّار)

(من كل سافكةٍ بسيفِ فتورِها ... عَمداً وَمَا لقتيلها من ثار)

(كالبدرِ فِي بُعد المَنال وَفِي السَّنا ... والريمِ فِي كَحَلٍ وفرطِ نِفار)

(ومهفهفٍ عَبث الصِّبا بقَوامِه ... عَبَثَ الصَبا بمَعاطفِ الْأَشْجَار)

(وَسنَانُ مَا جالت قِداحُ جمالِهِ ... إِلَّا ثنى قلبِي مِنَ الأعشار)

(عاطَيتُه رَاحا إِلَى الشَّمْس انتمَت ... بزُجاجةٍ تنمي لضَوءِ نَهَار)

(والليلُ من جوزائه وهِلالِ ... يختال بَين قِلادةٍ وسِوار)
وَقَالَ)
(هَذَا اللِوى لَا حُطّ منهُ لواءُ ... يرتادُني عَنهُ هَوى وهَواءُ)

(فاحلُل عقودَ الدّمع فِي عُقدَاته ... إِن جرَّعتك غَرامَك الجَرعاء)

(والعَب بِعطفك كالقضيب فَإِنَّمَا ... أهدَت بَوارحَها لَك البُرحاءُ)

(لم يَبقَ من آثَار أَنجُمِ غِيدِه ... إِلَّا الدموعُ فَإِنَّهَا أنواء)

(جعلُوا الحُماةَ حماءَهم وترحّلوا ... فبحيثما حَلوا ظُبىً وظِباء)

(وتكنَّسوا قَصَبَ الوَشيج وَتفعل ... السمراءُ مَا لَا تفعل السمراء)

(هذي المنازلُ كالمنازلِ فاسألوا ... عَن بدرها فَلَقَد دَجَتْ ظَلْماء)

(ذُمّ الفِراقُ وَمَا علِقتُ بذِمةٍ ... من سَلوةٍ فَمَتَى يُذَمُّ لِقاء)

(لله ذَاك العيشُ إِذْ لَا بَيننَا ... بَينٌ وَلَا عاداتُنا عُدَواء)

(فالجو صافٍ والمواردُ عَذبَةٌ ... وَالرَّوْض نَضرٌ والنسيمُ رُخاء)

(وَلَقَد نزعتُ عَن الغَرام فشاقني ... أَرَجٌ نماه مَندَلٌ وكِباء)

(هَبَّت صَبا نَجدٍ وهَب ليَ الصِبى ... فتلاقتِ الأهواءُ والأهواء)

(مَاذَا على العُذال إِن خَلَع الهَوى ... عُذري وعُذرِي غَادةٌ عَذراء)

(بل كيفَ يَحُس بِي الْهوى ومَحَله ... دون الحضيض ودُونيَ الجَوزاء)

(يَا حبذا رِيُّ الكئيب من الظَما ... لَا حبذا أُروى وَلَا ظَمياء)

(هُوَ مَنكِبُ العزمِ الَّذِي لَو أَنه ... ريحٌ لقالوا إِنَّهَا نَكباء)

(ولَدَيَّ فكرٌ إِن تبلّج نورُه ... شهِد الذَكاءُ بأنَّ ذَاك ذُكاء)

(ألْقى القريضَ لَهُ مقالد أمرِه ... فَاخْتَارَ وَهُوَ المانعُ الأَباء)

(كم بَيت شعرٍ قد علا بِبِنائِه ... بَيتٌ دَعائمُ سَمكِهِ العلياء)

الصفحة 14