كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 27)

(تَحيى بِهِ الأمواتُ بعد فنائها ... ولربما مَاتَت بِهِ الْأَحْيَاء)

(أَلْفَاظه كالشهبِ إِلَّا أَنَّهَا ... فِي كُل خَطبٍ فليقٌ شهباء)

(وَإِلَى سَراة بني عَديٍّ أنتمي ... فِي حَيْثُ تثنى الغُرَّة القَعساء)

(قومٌ هم غُررَ الزَّمَان وَأَهله ... والعالمونَ جِبلةٌ دهماء)

(يتورّدون الخطبَ وهوَ مهالكٌ ... ويبادرون الحربَ وَهِي فَناء)

(ويخاطبون بألسُنِ الْبيض الَّتِي ... من دونِها تتلجلج الخُطَباء)
)
(من كلِّ أروعَ ضاربٍ بحُسامه ... رأسَ الكَميِّ إِذا التظَتْ هَيجاء)

(متناسبِ الأجزاءِ أجمعُ صدرِه ... قَلبٌ وأجمعُ قَلبِهِ سَوداء)

(إِن تظلمِ الأقدارُ فَهُوَ مُهَندٌ ... أَو تظلمِ الأخطار فَهُوَ ضِيَاء)

(تأبى مَناط نِجاده فَكَأَنَّهُ ... من تحتِ مُنْعَقد اللِّوَاء لِوَاء)

(ويهُزه هَزَج الصَّهيل كَأَنَّمَا ... حكمتْ عَلَيْهِ القهوةُ الصَّهْبَاء)

(أبناءُ لَخم الأكرمين عِصابةً ... لَا ينثنون وَفِي الثَّبَات ثَناء)

(نَشروا أمامَ خَميسِهم أحسابَهُم ... فِي الحَرب وَهِي الرَّايَة الْبَيْضَاء)

(ضربوا بمُستن الركاب قِبابَهم ... فتساوت الغُرباء والقُرناء)

(وتَحكَّمَ الضِيفانُ فِي أَمْوَالهم ... حَتَّى كأنهمُ لَهُم شُركاء)

(يخشاهمُ ريبُ الزمانِ فجارُهم ... لم يدرِ فِي السَّراء مَا الضَّرّاء)

(نَسَبٌ لوَ أنّ الزَهرَ فِي إشراقه ... لتشابهَ الإصباحُ والإمساء)
وَقَالَ
(أصبحتُ بَين سَوالفٍ وعيونٌ ... وَقفا على أمنيَّةٍ ومَنونِ)

(فدَعِي الملامةَ فِي التصابي واعلمي ... أَن الملامةَ ربّما تُغريني)

(مَاذَا عليكِ إِذا سفحتُ مدامعي ... وأطلتُ فِي آي الديار أنيني)

(مَا زلتُ أُخْفِي الحبَّ حَتَّى هاجه ... وشكُ الفِراق وأظهرته جفوني)

(يَا عاذلي رِفقاً على قلبِي فَمَا ... أُرضيك فِي فعلي وَلَا تُرضيني)

(صادته أَيدي الحبّ إِذْ نصبت لَهُ ... شَركاً بألحاظ الظِباء الْعين)

(خفِّض عليّ فَمَا أَرَاك تصدني ... باللوم عَن شَغَفي وَلَا تَثنيني)

(كَيفَ السَّبِيل إِلَى السُلو وَقد خَلَتْ ... من آل حمدةَ جانبا يَبرين)

(وعَلى الحُمول غريرةٌ أجفانها ال ... مرضى الصِحاح بقتلتي تُفتيني)

(هيفاءُ تَحت نِقابها وثيابها ... مَا شئتَ مِن وردٍ وَمن نِسرين)

الصفحة 15