كتاب الوحشيات = الحماسة الصغرى
هَتَكْتُ الرِّوَاقَ وَلَمْ يُبْردُوا ... وَناَدَيْتُ فَاْنتَبَهُوا للِنِّدَاءِ
فقُمنَا إلَيْهَا بِأكْوَارِهاَ ... فَكَادَتْ تُكَلِّمُنَا بِاشْتِكَاءِ
فَأَقْبَلَهَا الشَّمْسَ رَاعٍ لَهَا ... رَهينٌ لَهَا بجَفاَءِ العَشاَءِ
فَأَمْسَتْ تَغَالَى وَقَدْ شَارَفَتْ ... لإيرَادِ قَائلةٍ أو ضَحاَءِ
إذَا وَنَتْ حَثَّهَا بالنَّهِيمِ ... وَطَوْراً يُعَلِّلُها بالحُداءِ
فَبَاتتْ لَهَا لَيْلَةٌ لَمْ تَنَمٍْ ... تَمِيلٌ الجُرُومُ بِها للِوْطَاءِ
وضَحْوتَها يَا لَهَا ضَحْوَةً ... إلى أنْ زوَرَدْنَ قُبَيْلَ الرِّعاءِِِِِِِ
فَجَاَءتْ ورُكْباَنُها كَالشُّرُوبِ ... وَسَائُقها مِثْل صِنْعِ الشِّوَاءِ
حَمِيدَ البَلاء مَتينَ القُوَى ... مُبينَ البَرَاءةِ مِنْ كُلِّ دَاءِ
سِوَى ما أَصَابَ السُّرَى والسَّمُومُ ... إذا وَرَدَ القَومُ مَسْقَى الرِوّاءِ
إذَا صَدَرَ القومُ ناجٍ بِهم ... إذا وَرَدَ القَومُ مَسْقَى الرَواءِ
سَرِيعٌ إرَاغَتُهُ دَلْوَهم ... سَريعٌ تَعَلُّقُهُ بِالرَّشَاءِ
وَجَاَء الدَّليلُ لِشَرِّ المَتَاِع ... مُعَلَّى به مثلُ حَمْل الوِعاءِ
فَقَالَت علَى الماء ثمَّ انْتَحَتْ ... لِمُنْجرِدٍ مِثلِ سَيْحِ العَباءِ
وَخيمٍ تَخَوَّنَ أَطْرَافَها ... تُراجِعه بَعْدَ سُوءِ البَلاءِ
الصفحة 56
360