كتاب واجبات العمال وحقوقهم في الشريعة الإسلامية مقارنة مع قانون العمل الفلسطيني (اسم الجزء: 1)

1. التجارة: واشتهر فيها المهاجرون والأنصار، والدليل على ذلك ما قاله أبو هريرة - رضي الله عنهم -:" إنكم تقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخوتي من المهاجرين كان يُشغلهم صفقٌ (¬1) بالأسواق وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا، وكان يُشغل إخوتي الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، أعي حين ينسون، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث يحدثه إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نَمِرَة (بُردة) عليّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك من شيء." (¬2).
2. الزراعة: لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:" ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" (¬3).
3. تجارة القماش: وقد عمل بها أبو بكر الصديق (¬4) - رضي الله عنهم -، فلما استُخلِف أصبح غادياً إلى السوق على رأسه أثواب يتجر فيها، فمنعه كبار الصحابة وفرضوا له كل يوم شطر شاة. (¬5)
4. بيع الماء والحطب: حيث جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يُقال لهم القرّاء فيهم حرام بن ملحان (¬6)، يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل، وكانوا بالليل يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصُفّة والفقراء" (¬7)
¬_________
(¬1) الصفق: التبايع، ابن الأثير، غريب الحديث والأثر، ج3 ص 38.
(¬2) رواه البخاري في صحيحه، ج3، ص69، كتاب البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى:" فإذا قضيت الصلاة".
(¬3) رواه البخاري في صحيحه (واللفظ له)، ج3، ص66،كتاب الحرث والمغارسة، باب فضل الغرس.
(¬4) عبد الله بن عامر، أسلم والده يوم الفتح، أمه سُلمى بنت صخر بن عامر ابنة عم أبيه، ولد بعد عام الفيل بسنتين، توفي يوم الاثنين، في جمادى الأولى، سنة 11هـ، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص1091.
(¬5) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج4،ص 405،بتصرف.
(¬6) شهد بدراً مع أخيه سليم بن ملحان، خال أنس بن مالك، لما طُعن يوم بئر معونة قال: فزت ورب الكعبة، قتله عامر بن الطفيل، أخو أم سليم بنت ملحان وأم حرام بنت ملحان. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج1،ص 337.
(¬7) رواه البخاري في صحيحه، ج، ص 35، كتاب الجهاد، باب العون بالمدد.

الصفحة 29