كتاب وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم
أ. د محمّد العمري

بسم الله والحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد دفع إليَّ الأستاذ أحمد الشوابكة بهذا الكتاب الموسوم بوأد الفتنة بهدف الاطِّلاع على ما فيه، وإني إذ أقدِّر له هذا أقولُ وبالله التوفيق:
إنَّ هذا الكتابَ قد تناولَ موضوعاً هامّاً ربَّما كانَ البحثُ فيه وبهذا القدر من الجدّة في هذه الأيام أكثرَ حاجة وإلحاحاً، وأعني بذلك دراسة واقع الفتنة التي حَصَلتْ في صدر الإسلام زمن سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ.
وإنْ كانت مثل هذه الدِّراسات هي أشبه ما تكون بمعالجة لجملة من القضايا التَّاريخيَّة من حيث كونها تمثِّلُ جملةً من المغالطات التَّاريخيَّة مضموناً وتناولاً من حيث المنهج، فشكَّلت بذلك جملة من الشُّبهات التي تركت أبْعدَ الأثر في نفوس كثيرين ممَّن لا يعرفون حقيقة واقع المسلمين في الصدر الأول من حيث: طبيعة الصَّحابة الكرام، وصلابة الإيمان آنذاك، وحجم الهجمة الشرسة على دولة الإسلام، والحرص الشديد على الكيد لها. فما كان من مثل هؤلاء إلا الاستجابة والقبول، بل وتمكن الرِّيبة من نفوسهم؛ فباتوا أبوابَ شَكٍّ ومفاتيحَ فتنة في كلِّ زمان ومكان، في وقت ما ازداد المؤمنون إلا إيماناً مع ما رافق ذلك من حسن الظنّ بأصحاب النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ دون تمييز وإن تمايز الصَّحابة في مجال البذل والعطاء، وأنَّ ما تمَّ بينهم من وجوه الخلاف إنَّما كان منشؤه الاجتهاد بحثاً عن الحقِّ، فهم على كلِّ أحوالهم مأجورون بحسن

الصفحة 10