كتاب وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

عليّ عن أبيه قال: " إذا مَشَى تكفّأ كأنّما يمشي في صُعُد " (¬١).
وكان النَّبيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ واسع العينين، طويل شعر الأهداب، وكان إذا التفت التفت بكُلِّيَّته، وكان غليظ أصابع الكفّين والقدمين، فقد أخرج أحمد بإسناد صحيح عن محمّد بن عليّ عن أبيه قال: " كان رسُولُ الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ ضخمَ الرّأس، عظيمَ العَيْنَين، هَدِبَ الأشْفَار (¬٢)، مُشْرَبِ العين بحُمْرةٍ، كثّ اللحية، أزهرَ اللون، إذا مَشَى تكفّأ (¬٣) كأنّما يمشي في صُعُد (¬٤)، وإذا التَفَتَ التَفَتَ جميعاً (¬٥)، شَثْنَ (¬٦) الكفّين والقدمين " (¬٧).
وكان ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ دقيق شعر الصّدر، فقد أخرج التّرمذيّ بسند صحيح عن عليّ بن أبي طالب، قال: لم يكن النَّبيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ بالطّويل ولا بالقصير، شَثْنُ الكفّين والقدمين، ضخم الرّأس، ضخم الكراديس (¬٨)، طويل المَسْربة (¬٩)، إذا مشى تكفّأ تكفّؤاً كأنّما ينحطُّ من صَبَب (¬١٠)، لم أر قبله ولا بعده مثله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ " (¬١١).
فيا مَنْ ترسمون صوراً للنَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ هذه هي صورة خَلْقِه ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ رسمناها نحن
---------------
(¬١) أحمد " المسند " (ج ١/ص ٤٦٥/رقم ٦٨٤)
(¬٢) الأشفار: جمع " شفر " وهو حرف جفن العين الّذي ينبت عليه الشّعر، وهدبه: طول الشّعر الّذي ينبت عليه وكثرته.
(¬٣) تكفّأ: تمايل إلى قُدّام.
(¬٤) الصُعُد: الطّريق صاعداً.
(¬٥) التفت جميعاً: أي بكلّيّته أراد أنّه لا يسرق النّظر.
(¬٦) شثن: الغليظ الأصابع، ويُحمد هذا في الرّجال ويذمّ في النّساء.
(¬٧) أحمد " المسند " (ج ١/ص ٤٦٥/رقم ٦٨٤).
(¬٨) الكراديس: رؤوس الأصابع.
(¬٩) طويل المسْربة: أي دقيق شعر الصّدر الّذي يبدأ من الصّدر وينتهي بالسّرّة.
(¬١٠) صبب: ما انحطّ من الأرض.
(¬١١) التّرمذيّ " مختصر الشّمائل المحمّديّة " للألبانيّ (ص ١٥).

الصفحة 25