كتاب وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم
أ. د أحمد نوفل
أكتبُ هذه الكلمات في اليوم التّالي لمولد النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أي في الثّالث عشر من ربيع الثّاني لعام ألف وأربعمائة وثلاثين للهجرة، لأقدّم لكتاب الأخ الباحث أحمد الشّوابكة، بعنوان (وأد الفتنة) تعرّض فيه لسيرة النّبيّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ كجزءٍ من بحثه في نقد شُبهات المُرجفين.
وقد كنتُ قدّمت للأخ الباحثِ كتاباً من قبل بعنوان (قصّة يوسف ـ عليه السّلام ـ في القرآن الكريم) وتنبّأتُ له بمستقبل طيّب في البحث العلميّ وثمر طيّب في غد قريب، وهاهو الثّمر يزداد نضجاً، واللغة تزداد إشراقاً وتألّقاً، والفكر يزداد عمقاً، فضلاً عن التّوثيق العلميّ الأصيل، والبحث الدؤوب عن الحقيقة، كلّ ذلك مع الغيرة على الدّين والحرص على نصرة سيّد المرسلين وأمّته وتاريخ هذه الأمّة، والذَّبِّ عن حياض المسلمين ورموزهم.
لقد رَجَعَ الأخُ الباحثُ إلى أزيد من مائتي مرجع في بحثه العلميّ النّاضج هذا، ومع البحث المتقن والتّوثيق المُحْكم فهمٌ سديدٌ، فما كلُّ من قرأ أدرك المعنى، وفهم المقصدَ والمرمى، واستوعبَ الغاية والمغزى، لكنّ كاتبنا متمرّس ضابط متقن مُجدّ مُجيد، وله في طريقة المحدّثين باع وذراع، وما كلّ أحد يطيق هذا الدّرس المتأنّي الممحّص الدّارس للأسانيد، النّاقد للمتون.
وتاريخنا عظيم مجيد، لكنّه لا يخلو من أخطاء تَعْتَوِرُه، فنحنُ أمّة من البشر، والخطأ منّا متوقّع، وهو ردٌّ علينا، لا يحمل وزره دينُنا، ولا نحمّل خطايانا لسوانا، أضف إليه أنّ تاريخنا تعرّض لتشويه متقصّد متعمّد، وهنا يأتي جهدُ الباحثين الغيورين، وأحسب أنّ الأخ أحمد في

الصفحة 8