كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 1)

لشمر منذ أن وجدوا إلى يومنا هذا. وقد استولى عليها آل سعود حين قويت شوكتهم وعظمت صولتهم. وما كادت شمسهم تميل إلى الغروب إلا وعادت تلك الديار إلى أهلها الأقدمين. وكان أول أهلها ورؤسائهم: آل على ثم انتقلت إلى طلال. فبندر فمحمد الرشيد فعبد العزيز ثم إلى ابنه متعب ثم إلى خال متعب (سلطان) ثم إلى سعود أخ سلطان ثم إلى سعود بن عبد العزيز أخ متعب. ولهؤلاء في ذلك قصة تاريخية عجيبة طويلة لا يسع المقام ذكرها.
ولما دالت إمارة آل سعود وافق آخرها نمو إمارة محمد الرشيد فانتقلت اكثر الكتب إلى حائل. وأنت تعلم لا صناعة ولا تجارة لأهل حائل إلا الغزو لا غير. ومع ذلك فتراهم قد سبقوا غيرهم في العلوم العصرية وذلك لاختلاف كبرائهم إلى الأستانة ومصر والحجاز أيام السلطان عبد الحميد المخلوع فاصبح البعض منهم يعرف اللسان التركي والفارسي.
وترى في بلادهم اليوم الكتب العربية القديمة النادرة الثمينة التي لا ترى لها وجوداً في سائر البلاد العربية وأغلبها غير مطبوع. وتؤنس جماعةً منهم تطالع الصحف السيارة والمجلات الموقوتة. وأهل هذه الديار أنور من غيرهم من تلك الأقطار في العلوم العصرية وأوسع اطلاعاً في الأمور السياسية. ولهم ميل شديد إلى الحكومة العثمانية وهذا الميل أظهر فيهم ممن سواهم. لكن الحكومة لا تزال في ريبٍ من أمر العرب والإحجام عنهم. وعلى ما أرى: أنها تود أن

الصفحة 22