كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 1)

تكون في غنىً عن نصرتهم. ولعلها تخاف من انهم إذا تمدنوا قلبوا لها ظهر المجن وعادوا إلى مجدهم السابق. وهذا كله من التخيلات السياسية ومن الأوهام التي لم تدر في خلد العرب.
ولما أتيت بغداد ورأيت الحالة الحاضرة أبديت ما أوجبته على الوطنية العثمانية والعربية للطرفين بجامعة الدين وشرحت ذلك بعدة مقالاتٍ بسطتها في جريدتي الرياض وبينت ما يجب من الفوائد الجمة إذا انضموا إلى أبناء آل عثمان وصاروا يداً واحدة على الأعداء. ولقد أثر كلامي هذا على أبناء وطني تأثيراً عظيماً حسناً ذا نتيجة تذكر لكن ذهب كله أدراج الرياح لما رأوا أن الدولة العثمانية لا تعيرهم أذناً صاغية ولا أحلاماً واعية. فلعل الزمان يحسن النيات في أبناء عثمان فيجني هؤلاء في بضع سنين ما لم يجنوه بحذرهم
مدة سنوات متطاولة.
هذا فضلاً عما شرحت للحكومة ما يجب أن تتخذه من الاحتياطات اللازمة لمنع الأسلحة من دخولها العرب. وذكرت لها الوسائط الحسنى للبلوغ إلى تمدن صادق وأرسلته إلى أحد مبعوثي العراق وبعد أن قرأ في المجلس حول إلى النظارة. ولا أدري بعد هذا ما جرى به. ولعله ضاع أو احترق مع جملة الأوراق التي ذهبت في إحدى حرائق الأستانة في هذه الأيام الأخيرة.
أما ميلهم إلى العلوم الأدبية كالشعر والنحو وعلوم الآلة والسياسة والاجتماع فمما تظهر منافعه عن قريب إذا ما تحسنت الأحوال

الصفحة 23