كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 1)

وتوفرت وسائط النقل والانتقال بعد أمد غير بعيد بمنه تعالى وكرمه.
2 - القصيم: - البحث في علوم وآداب أهالي القصيم يتناول البلدتين المذكورتين اللتين تتقوم منهما فأهل هذه البلاد ليسوا كاهل الديار الأخرى. فلقد دخلوا بتجارتهم البلاد الكثيرة من الأصقاع المتمدنة كالهند ومصر والشام ولندن ومدن أميركية. وتجد بعضهم قد توطنوا تلك الربوع كما احتلوا بلاد العراق كبيرها وصغيرها. ولقد تقدموا في التجارة أحسن من غيرهم بكثير. وكذلك قل في العلوم على مختلف أنواعها وتشعب أفنانها كل ذلك في البلاد المختلفة المذكورة كما في ديار قطرهم الواسع. فانك لا تسير إلى بلدٍ إلا وتجد فيه منهم نفراً يتعاطى الأمور التجارية غير غافل عن العلوم المعروفة في تلك البلدة مقامه. ولهذا إذا تيسر لك فدخلت بلادهم ترى فيهم هذا يكلمك بالتركية وذاك يطارحك الكلام بالفارسية وتسمع واحداً يذاكرك بالهندية ويقبل إليك آخر يفاتحك بالإيطالية. ويقترب منك صديق محب يخاطبك بالفرنسوية إلى غير هذه اللغات من أردوية وتامولية وإنكليزية.
أما التاريخ فهم يعتنون أشد الاعتناء. وكذلك يزالون علوم الاجتماع والسياسة مزاولة تفوق معالجة سواهم لها. وهنا نختصر القول بإضافة إلى ما تقدم ذكره عن الإمارتين الأوليين بخصوص العلوم والمعارف أنه لا يوجد في تلك الربوع مدارس أو مكاتب على ما نشاهده في البلاد الأخرى المتمدنة من ابتدائية ورشدية وكلية وجامعة.

الصفحة 24