كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 1)

السمك وجذور الانبتة. ولهذا سماهم اليونان بما معناه: (آكلة النعام) و (آكلة الفيلة) و (آكلة السمك) و (آكلة الرز) إلى ما ضاهى وضارع هذه الألقاب وكلها دون هذه ضبطا وتحقيقا.
وكان لكثير من ديار المكتهفة اصورة (قطعان بقر) وأسراب معز. وهذه الأموال كانت تثير نيران الشرور في الصدور بل قل كانت تسعر نيران حروب لا تعرف الفتور وان مرت عليها طوال الدهور بيد أنها كانت تخمد بعض الأحايين على طلب النساء والحاحهن.
ومن شعائرهم الغريبة انهم كانوا إذا أرادوا دفن موتاهم يربطون رأس الميت برجليه ثم ينقلون جثته وهي على هذه الهيئة إلى هضبة وهناك يجتمع الجم الغفير من أقاربه وأصدقائه وأنسابه فارحين ضاحكين. ثم يلقون عليه الحجارة إلى أن يواروه عن الأبصار.
ومن نوادر الاتفاق انه وجد في بلاد اسكندنافية (اسوج ونروج) قبور عادية فيها جثث أموات هامدة موضوعة على الصورة المذكورة تحت ركام من الحجارة. إلا أن هذه الحجارة مصفوفة صفا فيه شئ من النظام والإتقان.
فانظر يا هذا كيف تتلاقى الشعائر الغريبة بين أقوام وأقوام وان شط بينهم المزار وترامت بهم الديار وتلاعبت بهم الأقدار.
المعنى الثاني للمكتهفة
وقد جاءت هذه اللفظة عندهم للدلالة على فرقة نصرانية كانت في صدرها وهم قوم من المبتدعة دفعتهم جميع الفرق من بين ظهرانيها

الصفحة 31