كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 1)

من يغيث.
أما مدير الناحية (محمد زكي أفندي) فقد استاء جداً من هذه الواقعة فأخذ يبحث وينقب عن المصدر الحقيقي فعلم أن (مصبح العوفج) الذي كان زعيماً لعشيرة بني مالك أمسى ثاوياً هو وأهل بيته في (الشعبية) إحدى ضواحي الزبير وهي تبعد عنها نحو ثلاثة أميال ونصف. وقد لجأ إليها منذ عامين. ولما كان اعتداء هذه العشيرة في هذه الأيام متوالياً على ناحية الزبير كانوا إذا أخلوا بالأمن آووا إلى حماه. . . فلما وقف المدير على جلية الأمر أرسل حالاً يطلب حضوره. فحضر ولده الأكبر (مهلهل) والزمه بالجلاء عن (الشعبية) مع تأدية ما أخذته يد الأشقياء. فأبدى أعذارا ربما كانت صحيحة في حد نفسها. إلا أن المدير الحازم لم يقبلها منه. وفي الأخر كتب مهلهل عريضة إلى الولاية يطلب فيها أن يتم حصاد زرعه ثم يبارح الشعبية.
بيد أن الوالي حسين جلال بك اصدر أمراً باتاً في 26 جمادي الأولى (24 أيار) إلى المدير: أن لم يأخذ الشيخ مصبح بالسير حالاً اضربوه بالسلاح. فلما رأى أن لا مفر من هذا القضاء المبرم غادرها صاغراً مرغماً. فانقطعت بذهابه جرثومة الفساد والإفساد (الزهور العدد 84)
(الصحة في بغداد في هذه الأيام) نشر مجلس ولاية بغداد تقريراً هذا معناه:
بناءً على ما دهم حاضرة الولاية بغداد من الغرق في هذه السنة

الصفحة 36