كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 2)

بها لأنهم جميعهم ينطقون بها فهي عندهم لغة حية لا مماتة وإلا فلو لم تكن لغة وطنهم لعافوها كما تعاف الأموات ولو كانوا أعزاء.
4 - في الكتاب من الآراء الغريبة أن له وأن لغيره ما لا يقبلها العقل فقد ذكرنا شيئا من مذاهبه الخاصة به. ونحن نذكر هنا الآن ما ينقله من آراء الإفرنج العجيبة فأنه قال مثلاً ص11 قال المسيو أوبير: (إنه يوجد في شمالي بغداد موقع (كذا أي ربض أو بليدة) يسمى
موسى الكاظم (أي الكاظمية) يسكنه أناس هم من بقايا الكلدان (كذا. والجميع يعلمون أن اغلب سكان الكاظمية هم من أهل إيران وليسوا أبداً من عنصر الكلدان) لهم صنائع فائقة كالنقش والتطريز والصياغة وخصوصا الحفر على الحجر) اهـ. فانظر حرسك الله هل هذه من الأقوال التي يقبلها عقل آدمي. فهل كونها منسوبة إلى إفرنجي تجوز علينا نحن الذين نعرف من هم سكان الكاظمية. فالكتاب مشحون من مثل هذه الآراء وما ضاهاها نقلاً وأن تصنيفاً.
5 - سمعته يقول أنه يروي الأعلام على صورتها الأصلية ثم أن استقريتها رأيتها بخلاف ذلك فأنه يقول مثلا كويسنجاق وإنما هي كوي سنجق. ويقول قوينجوق وإنما هي كوي أنجك أو أنجيك ومعناها قرية الأنجك أو الانجبيك والانجك قوم من التركمان احتلوا موضع نينوى القديمة في أواخر هذه الأزمان فسميت باسمهم. ويكرر عشرات وعشرات نهر (الأدهم) من الأنهر التي تصب في دجلة وإذا سألت عن هذا النهر لا ترى له ذكراً لا على الألسن ولا على مصورات البلاد ورسومها وإنما هو عظيم (وزان زبير) ولكن لما كان الإفرنج لا يستطيعون أن يصوروا هذا الاسم بحروف لغتهم إذ يكتبونه أدهم ظن أن الأدهم هو الاسم الحقيقي وليس الأمر كذلك (راجع لغة العرب 130: 2) وهو يقول جبل قرجه طاغ. والأصح قره جه طاغ لأنها هكذا تكتب في أصلها التركي. والأعلام المشوهة كثيرة لا تحصى.
6 - أما عبارة الكتاب فهي سهلة لا وعورة فيها لكنها كثيرة الأغلاط العربية من صرفية ونحوية ولغوية. فإنك لا تطالع صفحة منه إلا وتعثر بعدة أغلاط فقد قال في الصفحة الأولى: سبحان من خلق الإنسان (وغرز) فيه حبا لأبويه وذويه. ولو قال هنا (غرس) لكان أنسب للمقام. - وفيها: وهذا لا يمنعها

الصفحة 580