كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 3)

إذا أصابت مانعاً فهي ليست إلا شظايا بعض الدقائق التي ترسلها المادة المتصادمة وقد صدق القائلون أن المادة كلها كهربائية إلا أن الكهربائية متنوعة حسب صغر دقائقها وسرعتها.
وأما كون نور الشمس وحرارتها من الراديوم فيضعف القول به كون أشعة بتا تفرغ الكهربائية ونور الشمس لا يفرغها وكون أشعة بتا إذا صادفت ما يوقف سيرها تولد منها أشعة غما وهي أشعة رنتجن التي تنفذ الأجسام غير الشفافة ونور الشمس ليس كذلك.
وأما كون نور الراديوم موجوداً في الهواء فهو ما أرجحه فإني إذا أغمضت عيني أو فتحتها في الظلام الدامس وأمضت في النظر شاهدت ظلاماً تلمع من خلاله نقاط مضيئة لمعاناً خفيفاً جداً فهي تضيء وتنطفي وتضيء مكانها نقاط أخر فظني هو أن هذه الأشعة هي أشعة غما المتولدة من أشعة بتا ولذلك تنفذ الجفن كأن الجفن شفاف تماماً لها وإن كان ضئيلة جداً.
15 - الجاذبية العامة
وما الجاذبية العامة إلا أثر فعل الإلكترونات ضمن الجواهر الفردة فإن هذه تجيء وتذهب ضمن الجوهر الفرد من المادة بسرعة فائقة وهي بحيث يخرج قسم منها دائماً إلى جهة المحيط وهذا القسم الذي يخرج من الجوهر الفرد أقل كثيراً من القسم الذي يبقى فيه مصادماً جدرانه الداخلية وهو عندما يخرج لا يصدم بالطبع جدار الجوهر الداخلي في الجهة التي يخرج منها وأما بقية الإلكترونات فهي تبقى مصادمة لكل طرف من جدرانه فتتساوى المصادمات منها على داخله إلا في جهتين إحداهما جهة المحيط من مجتمع المادة فهي هناك معدومة لخروجها منها والأخر المادة وهي هناك شديدة فينتج من ذلك أن الجوهر الفرد يتحرك إلى جهة المركز ولا يتحرك إلى جهة المحيط.
وإذا سأل سائل لماذا لا تخرج الإلكترونات من جهة المركز؟ أجيب أن الإلكترونات يسهل عليها الخروج في الجهة التي لا يقاومها مقاوم وإذ أنها كثيرة الخروج إلى المحيط من جهة المركز فإلكترونات الجوهر الفرد تجد في جهة المركز مقاومات لا تجدها في جهة المحيط ولذلك كانت الجاذبية أشد كلما كانت المادة أكثر لأن كثرة المادة سبب لخروج الكترونات الجوهر الفرد من جهة المحيط بكثرة.

الصفحة 18