كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 3)

وأعاد الكلام إلى مجاريه أن سقط في ما هو أدهى فقد وصف حضرة الفاضل صاحب الترجمة بقوله (فكرع من علوم الشريعة ولا سيما الفقه والأصول ومباديهما ما حسب وأحس أنه ارتوى واستغنى) فنسب إلى هذا الرجل ما هو أجل من أن يدعيه. وأصلح من أن يرضى أن ينسب إليه. إذ هو يعلم من نفسه أنه لم يبلغ ذلك بل هو أقل مما هو اقل مما هنالك نعم تلك مرتبة كانت لبعض آبائه سيبلغها إن شاء الله تعالى.
وقد رأينا في ترجمة المولى الشيخ علي آل كاشف الغطاء الذي هو كبير الأسرة الجعفرية اليوم ما نصه: (وفي كل ذلك لم تكن مهنته وعنايته إلا بالتحصيل والعلم وفصل الخصومات)! إن الناظر إلى قوله (وفصل الخصومات) يخال إن للشيخ المذكور رتبة الاجتهاد. فلو عقب الناشر كلمته هذه بما يزيل الاشتباه لكان أولى! على أن القارئ لو نظر إلى ترجمة هذا الفاضل. لرأى أن الناشر قد خبط خبط عشواء. وخرج عن غرضه خروجاً فاحشاً. إذ قال حضرته في جملة ما ترجم به المولى الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء، ما نصه: (فهو اليوم في النجف لطالبي التحقيق والمهاجرين للاستفادة والتحصيل. المدرس الوحيد. بل العلامة المعلم لهم والمفيد)!!! أنني لا أريد أن أبخس هذا الفاضل حقه فأقول مقالة كثير من النجفيين فيه كقولهم (خادم السيد كاظم اليزدي (أو كاتبه) أو (مقسمه) أو (جاهل لا يفهم) أو غير ذلك من العبارات. لا. لا. لا. إن الرجل لأجل وأرفع من ذلك. وأما ملازمته للسيد كاظم المذكور فالأغراض أخر. ولكني لا أغالي فيه كمغالاة حضرة الناشر فإن الرجل ليس بالمدرس بالمعنى الذي قصده الناشر فضلا عن أن يكون وحيداً. نعم يحضر تدريسه ثلاثة أو أربعة لأغراض تبرم منها الناشر في ترجمة الفاضلين (الشربياني والمغمغاني) على أن كل نجفي بل كل عراقي يعلم أن ليس في النجف اليوم رجل يتصف بأنه مدرس وحيد. أجل قد كان ذلك قبل اليوم لحضرة العلامة الشيخ ملا
كاظم الخراساني. وأما المولى الشيخ (أحمد) فليس

الصفحة 51