كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 4)

ولسان الدين الخطيب وأمثالهم من الفريق الثاني. وجملة ما أخذه على اليازجي نحو أربعين كلمة أيضاً لم يتعرض لها الجندي إلا في كلمات منها مثل تأنيث اليشكري كلمة (ضوضاء) في قوله:
أجمعوا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
واستعمال لسان الدين الخطيب فعل (أنف) متعديا في قوله:
قالوا لخدمته دعاك محمد ... فأنفتها وزهدت في التنويه
وتذكير عبد الصمد الصفار كلمة (الشقائق) في قوله:
وشقائق شق القلوب كأنه ... خد مليح ضم صدغا اسودا
وقولهم (تعرف على فلان) إذ أحدث به معرفة.
على أن كلاً من هذين الفاضلين لم يستقص جميع أوهام اليازجي. بل اغفلا أشياء كثيرة أذكر منها على سبيل المثال: إنكاره استعمال (النوادي) مع كونه القياس في جمع (النادي). وهذه دعوى لا تسلم له ولا لمن هو اكثر منه إحاطة بكلام العرب. كيف وقد استعمل هذا الجمع قديما ولم ينكر وروده أحد سواه:
قال معاذ بن صرم الخزاعي فارس خزاعة:
ولست برعديد إذا راع معضل ... ولا في نوادي القوم بالضيق المسك
وقال مجد الدين الفيروزابادي في مقدمة القاموس المحيط:

الصفحة 10