كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

الملابس ومن رديه الحبال، وتكثر زراعته في الهند ويسمونه (السي) فبناء على ما ذكر لاباس على أحد في لبسه على الإطلاق. ويمتحن الشعري بإحراق شيء منه فأنه يختلف عن محروق الحرير في رائحته ورماده. آه)
فالان أحب أن أعرف: 1 - ما هذه اللفظة السكروزة التي سماها بعد ذلك ستكروزة 2 - وهل هما فصيحتان 3 - وفي أي معجم نراهما 4 - وهل هما عربيتان؟ 5 - وما هو الشعري 6 - وكيف تضبط اللفظة 7 - وهل الشعري والستكروزة هما شيء واحد؟ 8 - وما معنى قوله (من مقولة الحرير) 9 - وهل الشعري هو الجلجل المسمى ب (الكنف) في جيلان والمسمى (السي) في الهند؟
فالرجاء الجواب عن كل هذه الأسئلة. وأشكر لكم سلفاً.
قلنا: السكروتة تصحيف قبيح لكلمة الستكروتة (بكسر السين وفتح التاء وسكون الكاف وضم الراء يليها واو ساكنة ثم تاه مثناة من فوق وفي الآخر هاء) وهي كلمة أعجمية حديثة مصحفة تصحيفاً شنيعاً أيضاً وأول من مسخها بهذه الصورة القبيحة عوام المصريين وهي محولة عن الفرنجية وهي من الإيطالية ومعناهما الحرير غير المهيأ أو القز. والنسيج المذكور يتخذ من الحرير الفج (أي غير مشغول) وقد يكون من الحرير المشغول وهو لين المس ناعمة براق اللون وقد يقلد فيتخذ من غير الحرير، إلاَّ أن ظاهرة يبقى ناعم المس لماعاً صقيلاً. فهذا هو المسمى عند المصريين وعند الإفرنج بالستكروتة، ولما كانت هذه اللفظة من الأعجميات الحديثة الدخول في لغتنا فأنك لا تجدها في معجم من المعاجم المعروفة، بل لا تجدها في المعاجم الفرنجية الحديثة فمعناها إذا القز أو الحرير الفج.
أما الشعري فضبطها كما ذكر العلامة الشهرستاني إلاَّ أن الياء في الأخر مشددة والمراد بالشعري عندنا العراقيين نسيج يتخذ من دود القز غير المؤذي أو دود القز الوحشي ويسمى بالفرنسية وكان سلفنا يسميه (المصقول) لأنه صقيل وكانوا يلبسونه في عهد العباسيين في أيام الصيف كما نلبسه نحن في مثل ذاك الفصل، وعليه قول الشيخ الرئيس ابن سينا في أرجوزته الطبية:

الصفحة 37