كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

وقد ورد ذكر الكلمة في طبقات الأطباء لأبن أبي اصيبعة (127: 2) ويظهر من وصفه لتركيبها (كذا) إنها ما يدعوه العامة بالصلصة من الإيطالية فدونك ما كتبه ابن أبي اصيبعة في ترجمة الطبيب النصراني رشيد الدين أبي حليقة قال يذكر بعض حكايات مع الملك الكامل ابن الملك العادل الأيوبي صاحب مصر:
(ومن حكاياته أنه طلب منه يوماً أن يركب له (صلصاً) يأكل به اليخني في الأسفار، واقترح عليه أن يكون مقوياً للمعدة منبهاً للشهوة وهو مع ذلك ملين للطبع؛ فركب له (صلصاً) هذه صفته: يؤخذ من المقدونس جزء ومن الريحان الترنجاني وقلوب الأترج الغضة المخلاة بالماء والملح أياما: ثم بالماء الحلو أخيراً من كل واحد نصف جزء يدق في جرن الفقاعي كل منهم بمفرده حتى يصير مثل المرهم. ثم يخلط الجميع في الجرن المذكور ويعصر عليه الليمون الأخضر المتقى ويذر عليه من الملح الأندراني مقدار ما يطببه ثم يرفع في مسللات صغار كل واحدة منها مقدار ما يقدم على المائدة لأنها إذا نفعت تكرجت وتختم تلك الأواني بالزيت الطيب وترفع. فلما استعمله السلطان حصلت له منه المقاصد المطلوبة وأثنى عليه ثناء كثيراً وكان مسافراً إلى بلاد الروم فقال للحكيم المذكور
هذا الصلص يدوم مدة طويلة؟ فقال له: لا. فقال: ما يقيم أشهراً فقال: نعم فقال: تعمل لي منه رائباً في كل شهر ما يكفيني في مدة ذلك الشهر وتسيره لي في رأس كل هلال. فلم يزل الحكيم المذكور يجدد ذلك الصلص في

الصفحة 39