كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

سباني لما بان لي بجماله ... وأي جميل مثله لم يكن يسبي
فلهفي عليه، ثم لهفي قد ثوى ... بسيواس منزوعاً من الأهل والصحب!
ولو كان في حوزي جناح يقلني ... لطرت إلى سيواس في غفلة السرب
فكنت لسيواس بيومي هابطاً ... وليس بلوغ الطير سيواس بالصعب
وللناس يا أماه في كل بقعة ... خطوب، ولكن تلك أهون من خطبي!
ترين جليا ما أقاسيه من أسى ... أذوب به يا أم في دمعي السكب!
لعل البكى إن ظل يسعفني البكى ... يبرد من نار تأجج في قلبي!
أرى كل جرح سوف يرأب فتقه ... وليس لجرح في أنهر من رأب!
وهل تجمع الأيام بيني وبينه ... فحسبي الذي قاسيته في النوى حسبي!
ولولا رجائي عودة بسلامة ... لكنت من الأحزان قاضية نحبي!
وإن حالت الأيام دون لقائنا ... يطول عليها ثم لا ينقضي عتبي!
لقد كانت الأقدار قبل قسائها ... يسالمنني واليوم يلححن في حربي!
ذهبي إلى الوالي أبث ظلامتي ... فكان فؤاد الشيخ كالحجر الصلب
وما الذنب ذنب المستبد بحكمه ... ولكنه ذنب الرجال من الشعب
فلو لم ينم عن حقه الشعب مغضيا ... لما كان ذو السلطان يسرف في الغصب
عبادك يا رباه في الأرض قد قسوا ... وانك ذو لطف ففرج به كربي
المشهد التاسع
الطبيب في غرفة ليلى
زينب - أترى الخطر كبيرا يا دكتور، فان إغماءها قد طال وخير لي أن تصرح بما يهديك إليه الفن فإن العلم بمصير ابنتي يعين لي مصيري.
الدكتور - أجل يا سيدتي، أخشى أن يكون الخطر كبيرا، فان الولادة كانت عسيرة وقد نزف منها دم كثير زادها ضعفا على ضعفها من جراء حزنها الطويل على نفي زوجها سمير، وهي الآن مغمى عليها، والحمى شديدة وستفيق من غيبوبتها بعد نصف ساعة ولا تنسي أن تسقيها من الدواء الذي رتبته ملعقة في كل نصف ساعة.
زينب - ويلي ثم ويلي! قل بربك يا دكتور ماذا اصنع إذا لم تفق من غيبتها.

الصفحة 602