كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

الدكتور - لابد من أن تفيق وسأعودها بعد ساعة فربما بان لنا أمل فالله قادر.
(يخرج الطبيب وتفيق ليلى بعد ربع ساعة)
الفصل السادس - المشهد الأول
ليلى ساعة موتها وهي مسندة في فراشها ظهرها إلى أمها
لقد كنت أرجو:
لقد كنت أرجو أنني يا سمير في ... جوارك أحيا ثم أنك مطلق
وقد كنت أرجو أن نكون من الردى ... بعيدين يرعانا الغرام الموفق
نعيش معاً في ذمة الحب بيننا ... سعيدين لا نأسى ولا نتفرق
وقد كنت أرجو أن تكون بجانبي ... إذا أخذت نفسي من الجسم تزهق
وقد كنت أرجو أن أرى ابني بأعيني ... يشب ومنه الخد ريان مشرق
وقد كنت أرجو أن أغني باسمه ... فيبتسم لي طورا وآخر يرمق
وقد كنت أرجو أن أشاهد خوطه ... على رقبة مني يطول ويسمق
وقد كنت أرجو أن أراه فتى له ... من العلم ما يسمو به ويحلق
ولولا بقايا من رجاء يطوف بي ... لما كان عندي بالحياة تعلق
ولكنما قد حان حتفي لشقوتي ... فإني أراه من قريب يحملق
فيا أن هاتي ابني فأني أريد أن ... أقبله من قبل حتفي يسبق
علي به أماه كيما أضمه ... إلى الصدر والقلب الذي فيه يخفق
إذا عاد يا أماه بعد منيتي ... سمير فعزيه على الرزء يرهق
وقولي له كانت برغم عذابها ... بذكرك ليلى ساعة الموت تنطق
غداة غد يا لهف نفسي على غد ... سأودع قبرا شق والقبر ضيق
(ثم تأتي أمها بابنها فتقبله ليلى وتفيض نفسها ويسقط رأسها)
المشهد الثاني
زينب - على قبر ابنتها
نبتت مثل زهرة الأقحوان ... في ربيع الهوى بروض الأماني
نبتت فيه وهي ذات ابتسام ... فسقيت ابتسامها بحناني
كلما طال خوطها بشرت قلبي ... بقرب أتساقه العينان

الصفحة 603