كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

4 - حذفه معاني الألفاظ
هذا لا نتعرض له لأنه أكثر من أن يحصر ولعله فعل ذلك توخيا للاختصار لكننا نراه يدون أشياء غير معروفة ولا حاجة لطلبة المدارس إلى أن يعرفوها. كذكره في مادة ز ب ب: زب القاضي فقال في شرحه: (من عيوب المبيع فسره الفقهاء بما يقع ثمره سريعاً) -
ونحن كنا نود أن يسكت عنها إذ يجهلها أغلب فقهاء هذا العصر.
5 - جهله المعرب من الألفاظ
ذكر الأسطوانة في مادة أس ط. . . ولم يذكر أنها معربة مع أنها أشهر من أن تذكر - وقال في مادة أس ف ن ط: الأسفنط: ضرب من الأشربة فارسي معرب والصواب أنه يوناني معرب. ومثل هذا الجهل مئات!
6 - روايته معاني لا حقيقة لها
قال في مادة أوش ن: الأوشن الذي يزين الرجل ويقعد معه على مائدته يأكل طعامه. . . ذكر هذا الحرف هنا سهواً وموضعه في باب الواو. اه.
قلنا: هذا كلام ذكره جميع اللغويين لكنه في غير محله. فالأوشن يجب أن يذكر هنا لا في وشن كما فعل بعضهم. ثم ما معنى قوله أنه ذكر سهواً هنا أفما كان يجب حذفه من هذا المحل وإثباته في الموطن الذي يشير إليه، أو لا أقل من أن يقول مثلاً: أثبت بعضهم هذه اللفظة هنا والصواب إثباتها في وشن. وعلى كل حال إن الكلمة مصحفة تصحيفاً قبيحاً عن الأبش (كأجش بشد الأخير) وهي تعريب اليونانية هذا هو الأصل. وقد ذكر اللغويون الأبش في موطنها وذكروها بصورة آبش أيضاً أي كفاعل. ومن الغريب أنهم قرءوا الباء واواً كما هو الأمر في اللغة اليونانية وكما ترد مثله في لغتنا وزادوا على ذلك أنهم قرءوا بطن الشين نوناً فصارت أوشن. وأمثال قراءة بطن السين والشين والصاد والضاد نوناً كثيرة في العربية كالغس (بتشديد السين المهملة) فأنهم قرءوها الغسن بنون في الآخر وأثبتوها في دواوينهم بالوجهين المذكورين - ومن غريب ما وقع لكلمة الأبش إن بعضهم عربها بصورة الأحبش جرياً على أصلها اليوناني ولم يتذكروا أن غيرهم عربها بصور أخرى واختلفوا في معانيها.

الصفحة 615