كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

والصواب إن معنى الأبش والآبش والأوشن والأحبش: ما يزين به فناء الرجل ودار طعامه وشرابه، وهو ضرب من الزليج (أي الأجر العريض المربع الملون بألوان مختلفة وهو المعروف اليوم في بغداد بالكاشي وعند السوريين بالقاشاني) تزين بها صدور المنازل ولا سيما دار طعام الرجل. فلم يفهم بعضهم هذا المعنى فذهبوا فيه مذاهب لا يقبلها العقل ولا تأتلف والحقيقة. ثم جاء حضرة الشيخ عبد الله ونقل
كل ذلك بقلب مطمئن ونفس سمحة، كأنه يكتب لقوم من القرون الأولى للميلاد أو للهجرة ونسي نفسه أننا في عصر التدقيق والتحقيق.
فكتب في مادة آب ش. الآبش: الذي يزين فناء الرجل وباب داره بطعامه وشرابه. والصواب: ما يزين به فناء الرجل وباب داره وطعامه وشرابه أي باب داره وغرفة طعامه وشرابه كما نقول اليوم. وأعاد مثل هذا التعبير في مادة ب ش ش. وقال في مادة ح ب ش: الاحبش بفتح الهمزة والباء الذي يأكل طعام الرجل ويجلس على مائدته ويزينه. وقد ذكرنا لك ما قال عن الاوشن. على أن اللغويين قالوا أن حروف الكلم المعربة كلها أصول، فكان يجب على جميع اللغويين أن يذكروا كل هذه الألفاظ في المواضع المناسبة لها من غير أن يعتبروا والابش (المشددة الآخر) في أب ش ش، والأوشن في أوش ن، كما فعله حضرة الشيخ الجليل، وما كان يحسن به أن يقول ما قال، على أن اللغويين جميعهم خالفوا هذه القاعدة بل لم يفهم أغلبهم معناها على ما هي، ومن ثم نشأ الخبط والخلط فأحفظه.
7 - زيادة أغلاط من عنده على أغلاط محيط المحيط وأقرب
الموارد
حضرة الشيخ عبد الله بحث عن جميع ما ورد من الهفوات في محيط المحيط وأقرب الموارد، أو قل: كأنه بحث عنها فيهما ودونها في سفره البديع، ثم زاد عليها أوهاماً جديدة، فأجتمع عندنا ثلاثة أجبل من الخطأ: جبل بني في محيط المحيط وجبل بني في أقرب الموارد إلينا، وجبل وضع في أزهى بستان لنا.
ذكر هذه الأغلاط - ونسميها أغلاط طبع، وأن لم يكن في آخر الديوان تصويب لما وقع فيه - يطول سردها لكثرتها ووقوعها في كل صفحة من الصفحات،

الصفحة 616