كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

اللغويين. والغلط الثالث أنه قال: يزيد بن مفرغ والصواب المفرغ بال. - وقال - وهذا هو الغلط الرابع -: قال يزيد بن مفرغ وهو يذكر شاهداً. والمنتظر أن يكون ذاك الشاهد ما يثبت قوله أن السابجة (والأصح السيابجة) هي بالهاء والحال أنه جاءنا بشاهد ينقضه
وليس له أدنى اتصال بما ذكره من الكلام، إذ لم يصرح بوجود السوابج عندهم، فإذن ما معنى هذا الشاهد، ولتقوية أي جمع أورده في كتابه؟ والغلط الخامس أنه ذكر السوابج وهي كلمة لم ينطق بها أحد من اللغويين الثقات، لا صاحب لسان العرب ولا صاحب التاج ولا ولا ولا؛ إنما ذكرها صاحب محيط المحيط وحده وهو البحر المحيط بجميع الأغلاط. أما صاحب أقرب الموارد (كلا. بل أبعد الموارد) فقد ذكرها بصورة سبابج والصواب سيابيج بياء مثناة تحتية قبل الجيم.
فأنظر بعد هذا، أيليق بنا أن نتصفح مثل هذا المعجم؟ فكيف إذا قيل لنا هذا الديوان هو (من أجل ما قام به الشيخ عبد الله حديثاً من الخدم النافعة (؟ كذا) لأبناء بلاده، معجمه الموسوم بالبستان! (مجلة الكلية 14: 151) أهكذا يخدع أناس أناساً؟ أن هذا لأثم لا يغتفر. فيا كتبة أرفقوا بالناطقين بالضاد ولا تخدعوهم هذا الخداع الذي فيه الغبن ظاهر لكل ذي عين، فكيف لذي عينين؟
9 - جهله لعلم النبات
عرف البلبوس بما هذا حرفه: البلبوس بالفتح بصل الرند، يشبه ورقه ورق السذاب. اهـ وهي عبارة أقرب الموارد بحرفها نقلاً عن التاج ونسي كلاهما أن في التاج أغلاط طبع غير قليلة. ومن جملتها هذه. لأن الرند - على ما ذكره في البستان (زاد الله أزاهيره): شجر بالبادية طيب الرائحة يستاك به وليس بالكبير وله حب يسمى الغار واحدته رندة، وربما سموا العود الذي يتبخر به رندا. اهـ فأين هذا البلبوس وهو البصل. وليس للبصل رائحة طيبة، وليس له عروق تصلح لأن تكون سواكاً؟ وليس له حب. والصواب: بصل الزير بزاي وياء وراء، وهو المعروف أيضاً ببصل الفار؛ لكن حضرته لم يعرف الزير في موضع البلبوس ولا في موضعه الحقيقي أي في مادة ز ي ر، بل عرف الزير بزايين بهذا المعنى. وهذا خطأ صريح، إذ يقول في مادة ز ي ز:

الصفحة 618