كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

الزيز: بصل الفار و - دويبة تطير وتقف طويلاً على الشجرة. اهـ. والصواب أن بصل الفار هو الزير براء مهملة في الآخر والدويبة التي يشير إليها هي بزايين والزيز لهذه الدويبة من كلام عوام الشام لا من ألفاظ الفصحاء. وفي كل ذلك قد جارى صاحب محيط المحيط. أما صاحب أقرب الموارد فقد ذكر الزيز بمعنى بصل الفار فقط والمعنى الثاني لم يذكره وقد ذكر بصل الفار في مادة
س ق ل فقال: السيقل (كزبرج) والسيقل (بتشديد اللام) بصل الفار وهو المعروف بالعنصل وقال أيضاً: الاسقال والاسقيل بالكسر في كليهما: العنصل. قلنا أما الاسقال والاسقيل فهما العنصل حقيقة أي بصل الفار أو بصل الزير؛ وأما السيقل (كزبرج) والسيقل (كزبرج وبتشديد الآخر) فلا وجود لهما بالعربية، وقد ذكرهما فريتغ عن نسخة سقيمة مغلوطة من كتاب ديسقوريدس فنقلها عنه محيط المحيط وعن هذا أقرب الموارد ثم جاء شيخنا فأثبت هذين الحرفين في كتابه من دون أن يراجع الأمهات الكبرى. أفهذا هو التحقيق؟
10 - جهله للجغرافية وأسماء البلدان
قال في ب ل خ ش: البلخش كجعفر: جوهر يجلب من بلخشان وهي بلد بأرض الترك. اهـ. وهي عبارة ذيل أقرب الموارد الذي ختمها بذكر الكتاب الذي نقل عنه إذ وضع بين هلالين قوله: (شفاء الغليل) وقد راجعنا هذا الكتاب فرأيناه يقول ما حرفه: بلخش (ولم يضبطها بخلاف قول الناقل والمنقول عنه إنها وزان جعفر) جوهر يجلب من بلخشان، والعجم تقول بذخشان بذال معجمة وهي من بلاد الترك. اه.
قلنا هذا هو الكلام الصحيح، أي أن بلخشان غير معروفة عند فصحاء العرب بل عند عوامهم. وأما الفصحاء فلا يقولون إلاَّ كما ينطق به أهل إيران والترك أي بذخشان. وهذتتا ما صرح به ياقوت في معجمه فأنه لم يذكر بلخشان بل بذخشان، وأما بلخشان فمن تصحيف العوام فكان عليه أن يعرف ذلك.
وأما ضبط بلخش وبذخشان وبلخشان فبفتح الأول والثاني وإسكان الثالث كما ذكرها ياقوت في معجمه (1: 528 من طبعة الإفرنج) فلتراجع وراجع معجم دوزي ولغة العرب 5: 534.

الصفحة 619