كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

دخول العرب في طور الحضارة فكان مجددو ذلك العصر ينهون الكتاب عن استعمال ما علق بأذهانهم من الغريب لقرب عهدهم بالبداوة فنقلها المؤلف على علاتها ذاهلاً عن كونه يؤلف في العصر الحاضر. فما أجدره أن يبدل بكلمة (الحضري) كلمة (العصري)!
ومن ذلك قوله في ص20 (ولا ريب في أن أحرار التلاميذ الالباء لا يرضون أن يكون لهم منطق العبيد والإماء) وأدراج هذه العبارة على النسق المشهود الذي لا يلائم ذوق العصر
الجديد لا بد أن يكون ناشئاً عن السبب الذي قدمناه.
ومما له علاقة بالمادة قوله في ص59 (ومنها إلغاء خبر لوثقة بفهم المخاطب كما جاء في القرآن (ولو أن قرأنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى، بل لله الأمر جميعا) فالخبر هنا مضمر) ومراده جواب الشرط وهو اصطلاح قديم غريب بالنسبة إلى التلاميذ غرابة الاصطلاحات الفيزيائية!!!
7 - التقليد الأعمى
وهو مما لا يناسب مقام أستاذ في مدرسة راقية في عاصمة ذات شأن وليس غرضي منع التقليد فيما لا مجال للرأي فيه بل في الأمور التي للروية فيها مجال مثال ذلك أنه نبه في ص116 على نبذة من عثرات الأقلام ناقلاً إياها - بالطبع - عن بعض الباحثين المحدثين ومنها (لا يقال رضخ لأمر معلمه بل يقال خضع أو ائتمر بأمر معلمه) وصواب العبارة خضع للأمر معلمه أو ائتمر به لكنه نقلها كما وجدها على ما يظهر من سياق تعبيره.
ومنها: (لا يقال مما يؤسف له أن. . . بل يقال مما يؤسف عليه. . .)
ولم يشعر بأن المقلد (بالفتح) نفسه كان مخطئاً لأن الأسف إنما يتعدى بعلى إلى الأمر المحبوب الذي جرى عليه أمر مكروه أما الأمر المكروه فينبغي أن يقرن باللام. فتأمل.
8 - سوء هضمه للعربية
إذا قيل أن الأستاذ عز الدين قد هضم العربية فليس معنى ذلك أنه أغتذى بها بل. . . وأن خامرك الشك فالصق ركابك بركابي في هذه الحملة المباركة

الصفحة 629