كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

مطرد سياقه تدفأ بمثله القلوب الشيمة) فقوله (تدفأ بمثله القلوب الشيمة) كناية عن الارتياح والاطمئنان وهو مما ينافي الذوق العربي لأن العرب يكنون عن الارتياح والاطمئنان بقولهم (ثلج صدره)
18 - تفخيم الكتاب بمسائل ابتدائية
لا يكاد الطفل يجتاز الصف الرابع الابتدائي إلاَّ وهو واقف على أن (أن) تضمر في خمسة مواضع وجوباً وموضع واحد جوازاً وذلك بعد لام الجحود وحتى واو وفاء السببية وواو المعية ولام التعليل على التفصيل المعروف في محله أما الأستاذ المؤلف فأنه ظن هذه البسائط من الأمور القصية المنال فتكلف التنبيه عليها لغير طائل راجع ص141.
19 - خاتمة
قد هديت بحمد الله تعالى إلى فلي الكتاب والتقاط ما أنبث فيه من الجراثيم الفاتكة بلغتنا العزيزة وآدابها، بملقط دقيق، بأنامل رفيقة، واقتصرت من ذلك على ما تسنى للقلم الكسير حصره ورده إلى إحدى المواد السابقة. أما ما لم يمكن حصره من الحشو وسوء السبك ومخالفة الفصيح الأمور المفسدة للذوق المخلة باللهجة فأعرضت عنه لأن هذا الجزء خاتمة المجلة والوقت أضيق وأغلى ثمناً من أن أؤلف كتاباً ثانياً في تفنيد هذا التصنيف وتزييفه وأني لأرجو أن يكون ما هيئ لي كافياً لأن يتخذ معياراً - في تقويم الكتاب ووضعه في منزلته اللائقة به! وكيفما كان فأن كتاباً يرمى به إلى تثقيف أذهان التلاميذ وإسباغ حلة قشيبة على رشيق البيان لا يستغنى عن تفويضه إلى رجل ذي بصر في العربية ليقوم بتنقيحه وتشذيبه وإلاً كان وبالا على الأقلام وأرباب الأقلام من النشء العزيز. بصر الله أولياء الأمور طريق واجب البلاد وسدد خطاهم في توسيد شؤون العربية إلى أربابها قبل أن تقوم ساعتها.
أ. د

الصفحة 634