كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 5)

المقصورة القائمة أو (بسمى) بالألف الجالسة أو الياء المهملة وكلها بفتح الأول وإسكان الثاني هي المعروفة عند العوام ب (بسماية) أو (بسمايا) ويجدر بنا أن نترك كل هذه الروايات المختلفة الناشئة من جهل اللفظة الأولى الحقيقية ونتمسك بالصحيحة (بسما) أو (بسمى) لأنها هكذا كان يعرفها الأقدمون من سلفنا.
نعم لم يذكرها ياقوت في معجمه ولا صاحب مراصد الإطلاع ولا معجم ما أستعجم، ولا تقويم البلدان ولا غيرهم من وصاف البلدان والقرى؛ إلاَّ أنها وردت في تاريخ الطبري وكفى به حجة. قال أبو جعفر في أحداث سنة 12هـ (633م) (لما صالح أهل الحيرة خالداً خرج صلوبا بن نسطونا صاحب قصر الناطف حتى دخل على خالد عسكره فصالحه على (بانقيا) و (بسما) وضمن له ما عليهما وعلى أرضيهما من شاطئ الفرات جميعاً وأعتقل لنفسه وأهله وقومه على عشرة آلاف دينار سوى الخرزة؛ خرزة كسرى؛ وكانت على كل
رأس أربعة دراهم وكتب لهم كتاباً فتموا وتم، ولم يتعلق عليه في حال غلبة فارس بغدر.
(وشاركهم المجالد في الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه:
(أني عاهدتكم على الجزية والمنعة على كل ذي يد بانقيا وبسما جميعاً على عشرة آلاف دينار؛ سوى الخرزة. القوي على قدر قوته، والمقل على قدر إقلاله في كل سنة، وأنك قد نقبت على قومك، وأن قومك قد رضوا بك؛ وقد قبلت ومن معي من المسلمين ورضيت ورضي قومك. فلك الذمة والمنعمة، فأن منعناكم فلنا الجزية؛ وإلاَّ فلا، حتى نمنعكم.
(شهد هشام بن الوليد، والقعقاع بن عمرو، وجرير بن عبد الله الحميري وحنظلة بن الربيع، وكتب سنة اثنتي عشرة في صفر) اهـ
قلنا: صفر من سنة 12 يوافق نيسان 633
وقال المذكور في حوادث سنة 14هـ: (أن أقواماً من أهل السواد ادعوا

الصفحة 66