كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

وهو ابن المعتضد بن الموفق طلحة بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد. فلا يمكن أن تكون المنارة من بناء الرشيد ولم يكن رسم لجامع في هذه البقعة قبل المكتفي ولم نر لها ذكرا حتى نوه ابن الأثير بسنة بنائها. فكان الواجب يقضي بالا يهمل القول الصريح لابن الأثير وهو المعول عليه يومئذ. أما الآن وقد عثرنا على كتاب الحوادث الجامعة فأني سأروي ما أطلعنا عليه من أثر بناء المنارة القائمة حتى هذا اليوم وهو ما كان بعد زمن ابن الأثير بنحو خمسين سنة.
ومن الذين ذكروا جامع القصر وأنه في حريم دار الخلافة ياقوت في مادة الحريم كما مر بنا في هذه المجلة (450: 5) (فجامع القصر) أو الخليفة هو ما سمي بعده (بجامع الخلفاء) الواقع اليوم في محلة سوق الغزل ثم عرف الجامع الذي شيده سليمان باشا على ما سيأتي (بجامع سوق الغزل).

ذكر جامع الخليفة
أو القصر في الحوادث الجامعة
يستند جل ما ورد في المقال عن الموضوع الذي تناولته عن كتب معروفة والآن استل كل ما جاء في الحوادث الجامعة عن الجامع ومنارته تعميما للفائدة. وأن كان بعض ذلك خارج موضوع البناء.
ابتدأت نسخة الكتاب الناقصة في أولها بذكر جامع القصر في سنة 627 هـ (1229م) فقالت:
(وفيها عاد الأمير مجير الدين جعفر بن أبي فراس الحلي إلى بغداد وكان مقيما بمصر عند ولده. . . وعاد إلى بغداد في غرة رجب وأقام بداره فأدركته المنية في آخر ذي الحجة فصلي عليه في جامع القصر. . .)
وسبق لي في هذه المجلة (339: 5 وما بعدها) تفصيل مظفر الدين أبي سعيد كوكبرى إلى بغداد في سنة 628 نقلا عن الحوادث وقد أهمل المراتب شيئا من ذلك أضيفه هنا لعلاقته بهذا البحث وبابن الجوزي معا. وهو بعد قولك (سنقر) (ص 341 س 6):
بدرب فراشا وأنزل جماعة من الأمراء الواصلين معه في دور في عدة محال وباقي عسكره في المخيم ظاهر البلد. وأقيمت له ولأصحابه الإقامات الوافرة.
ثم سأل زيارة المشاهد والربط ببغداد فعمل له في كل مكان وليمة. وصلى

الصفحة 11