كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

لا تترك هذه الابنة بين أنياب الروح الشرير. فها أن مرودخ يخاطب أباه (أيا) ويبتهل إليه لإنقاذ هذه الفتاة ويقول له: يا أبت البهلة الشريرة قد امتدت إلى هذه الفتاة كشيطان (ويكرر سؤاله عما يجب أن تفعله هذه الفتاة لتشفى).
يجيبه أبوه (أيا) قائلا: بماذا أحدثك يا مرودخ وماذا أقول لك وأنت لا تعرفه فالذي اعرفه تعرفه أيضا: اذهب إذن وخذ هذه الفتاة إلى الحمام الطهور وابعد عنها أذى السحر واطرد
نفثاته المضرة لترتفع عنها البهلة التي سببت لها الألم المعذب جسمها سواء أكانت بهلة أبيها أم بهلة أمها أم بهلة أحد الادنين أو بهلة أي كان غير معروف. لترتفع عنها بطلسم (أيا) وتتلاشى كما يقشر سن الثوم وكما تقطع الثمرة وكما ينتزع الغصن المحمل أزهارا.
آه من أذى السحر! عزم يا شبيه السماء عزم يا شبيه الأرض عزم فإن الآلهة تتذرع بما لديها من الحول والقوة لشفاء المريضة وها أن (أيا) سيد العالم يعطف عليها ويصف لها الدواء الناجع.
لتأخذ سن ثوم وتمرة وغصنا مثقلا بالأزهار وتلقيها في النار قطعة قطعة وهي تتلو رقية. فتتلاشى مؤثرات البهلة مهما كانت عظيمة.
تطهرت حترآء عملا بمشيئة (أيا) فغسلت يديها ورجليها ووجهها ورشت جسمها بماء معطر. ولما انتهت من هذه المقدمات جلس الكاهن أمام الموقد مع المريضة وجرد سن الثوم الذي طلبه الإله واحرقه وهو يتمتم صورة الدعاء الآتي: (كما قشر هذا الثوم والقي في النار ويفنيه السعير المتأجج فلا يغرس بعد هذا في البستان ولا يغمره ماء البحيرة أو الساقية ولا تغور جذوره في الأرض ولا تنمو أبدا ساقه ولا يرى الشمس ولا يتخذ طعام للآلهة. وللملك كذلك ليطرد بقدرته مرودخ قائد الآلهة أذى السحر من حترآء ويقصه بعيدا ويحل وثائق الشر المضر، شر الخطيئة والذنب والوقاحة والجرم.
وكان يجب عل حترآء أن تجيبه اأن خور قواها واضطراب أفكارها منعاها من القيام بواجبها فنابت عنها والدتها وقالت بصوت خافت:

الصفحة 125