كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

لا يزال مع ذلك غامضا وإن الضمائر تعود إلى الشعب المظلوم. ثم أي قيمة تكون لشعر يتوقف فهمه على تعليق الشروح عليه؟
والكذب صراح في قوله ص 13
يستنزف الاماق من وقع الظبي ... برق ومن خفق البنود زمازم
وفسر الزمازم بأنها جمع زمزمة وهي صوت الرعد، فأنت ترى أن وقع الظبي يحدث برقا وخفق البنود يسمع زمازم. فكل ذلك من المبالغات التي لا يقبلها ابن هذا العصر.
ومن هذا القبيل قوله في تلك الصفحة:
والخيل تسبح في الدماء فراسب ... في لجها الطامي وآخر عائم
ومثله في ص 16:
كم مقلة للزن فاضت حوله ... وجيوب زهر فتقت وكمائم
والذي نراه هنا أن (كمائم) معطوفة على جيوب و (جيوب) معطوفة على نقلة، و (مقلة) مجرورة. لكنه احتاج إلى ضم كمائم لان القافية مضمومة فضمها هذا فضلا عما في هذا الكلام من المبالغة التي لا تتحقق في حد نفسها.
ومن باب المبالغة المخالفة لذوقها في هذا العصر قوله في ص 29:
هكذا تعلو بهم همم ... دونها ينحط كيوان
فسر كيون: (برج (؟) في السماء. كلا يأخي، كيوان ليس برجا بل هو زحل أي كوكب من الخنس وأما البرج فهو قسم من فلك البروج.
ومن هذا القبيل قوله في ص 40:
بل سيد في حشا الجوزاء صارمة ... يفري وفوق السها تجري به قدم
ومثل ذلك ما جاء في ص 62:
وكنت قبل الهيام فيه ... أجر بردي على النجوم
وكقوله في ص 96:
ترمق حصباء أرضنا حسدا ... عليه حتى الكواكب
ومنه في ص 101:
ما صدنا؟ عن أن يمد على ... هام السماك لمجدنا طنب

الصفحة 153