كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

المعتضد في دار الخلافة من غير بناء مسجد لإقامة الجمعة، قال: وسبب ذلك خشية الخلفاء على أنفسهم في المسجد العام، وذلك سنة 280هـ (893م) ثم بني في أيام المكتفي مسجد فجمعوا فيه) أهـ.
وقد علق الأثرى (ص 39) حاشية على بحث جامع الخلفاء أورد فيه ملخص كلام معجم البلدان عن الرصافة وجامعها فقال:
(ذكر ياقوت الحموي المتوفى في سنة 626 أن المهدي بني في الرصافة جامعا أكبر من جامع المنصور واحسن وإن فراغه من بناء الرصافة والجامع بها كان سنة 159هـ أي في السنة الثانية من خلافته وانه وجد تلك النواحي في عصره خربة وانه لم يبق منها يومئذ إلا الجامع وبلصقه مقابر خلفاء بني العباس وقال: وعليها وقوف وفراشون ولولا ذلك لخربت). أهـ. فكأنه أراد بذلك أن يؤيد ما جاء في الكتاب نفسه من أن جامع الخلفاء هو
جامع الرصافة، ولو لم تكن لدينا تلك الشواهد التي أوردتها في مقالة منارة سوق الغزل عن أن جامع الخلفاء هو غير جامع الرصافة لكفانا قوله نقلا عن الخطيب إنه كانت (جمعة قديمة) وجمعة أحدثت في أيام المعتضد في دار الخلافة ثم بني مسجد في أيام المكتفي فجمعوا فيه).
ويحسن بنا أيضاً أن نرجع إلى كتاب مناقب بغداد الذي طبعه الأثرى (ص 21 و23 و33) فإذا راجعناه لا يسعنا أن نسمي جامع الخلفاء بجامع الرصافة بل نقول بدون تردد إنه جامع القصر.
والظاهر أن الأثرى ائتمن جريدة العرب، أو مجلة مرآة العراق التي نقلت عنها، على ما نقلته عن معجم البلدان ولم يظن أن هناك بترا وعدم ترو أدى إلى قولها أن جامع الخلفاء هو جامع الرصافة. ولولا اعتقاده بأمانة النقل لآتى ببقية كلام المعجم عن الرصافة وجامعها حيث يقول: وبلصقها (بلصق مقابر خلفاء بني العباس) محلة أبي حنيفة الإمام وبها قبره) ولانتهى بالبت بأن جامع الخلفاء هو غير جامع الرصافة.
وإذا عارضني أحد في إسناد النقل عن أحد المأخذين المذكورين: العرب

الصفحة 179