كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

دفين جامع الأصفية
جاء في كتاب المساجد المطبوع (ص 28 - 31) بحث عن جامع الاصفية قال فيه أن في الجامع قبر اشتهر بين الناس إنه للعالم الزاهد أبي الحارث المحاسبي وإن البعض يقول للكليني من أكابر علماء الأمامية وإن كلا القولين لا يصح وانه يفهم من كلام بعض المؤرخين إنه قبر أبي جعفر المستنصر بالله باني المدرسة المستنصرية (بل هو الظاهر المتعين) ثم قال ولابد أن يكون ذلك لأحد الخلفاء وأيد ذلك بعده (ص 101).
وأني لأستميح الأثرى عفوا باستخراجي من المطبوع نفسه فضلا عن غيره أن المرقد لغير المستنصر.
جاء في هذا الكتاب (ص 101) (ثم أشيع موته بعد ذلك (موت المستنصر بعد مبايعة ولده) ودفن في الدار المثمنة على دجلة ثم نقل إلى تربة الرصافة فدفن تحت قبة كان قد اتخذها لنفسه مدفنا) أهـ.
وفي معجم البلدان أن الدار المثمنة هي في دار الخلافة، وقد رأينا هنا (5 (1927): 453) أن أول باب لحريم دار الخلافة من جهة الغرب هو باب الغربة وانه هو ما يسمى اليوم بشريعة المصبغة، وقد قال كتاب المساجد (ص 71) عن باب الغربة إنه هذه الشريعة ولا أظن أن الأثرى يخالف القائل أن ما كان فوق شريعة المصبغة ليس بحريم دار الخلافة إذ قد أتيت ببينات بهذا الصدد في مقالة عن حريم دار الخلافة في هذه المجلة في عددها الثامن من سنتها الخامسة ومن ثم فجامع الاصفية ليس في دار الخلافة فليس بالدار المثمنة وليس إذن دفين المرقد بالمستنصر هذا فضلا عن إنه نقل من الدار المثمنة كما رأينا.
وهذه رواية أخرى عن دفن المستنصر ونقله جاءت في كتاب الحوادث الجامعة في أخبار سنة 640هـ (1242م) وهي هذه: (ودفن (المستنصر) في الدار المثمنة بدار الخلافة على شاطئ دجلة) وقال كتاب الحوادث أيضاً في

الصفحة 181