كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

ولست أدري ما كان عليه للتجار.
والثاني رجل من أهالي الاعظمية وهو حي يرزق اسمه (عماد) كان يأخذ من البابوججية ما يصنعه كل منهم وهم عشرات الصناع فيأتي بها إلى بغداد فيفرقها بأن يجعل كل أستاذ على حدة ثم يقدم جميعها للخفافين ويقيد ذلك طبعا في دفتره ليحاسب أصحابها ثم يقوم بشراء ما يلزم لصناعتها من جلد للنعل وللوجه ومن أشراس وخيوط وشمع عسل وغير ذلك وهو
مضطر إلى قيد هذه الأشياء لبائعيها وعلى حساب من أخذت لهم وهو أمي ففتق له ذهنه اختراع خط خاص به وكان يدير أعماله حسب اللازم مدة من السنين حتى ترك هذا العمل حسبما أظن ورقمه خاص به دون غيره كخطه.
واغرب منهما رجل كان خفافا وهو المرحوم الحاج عبد الكريم الدركزلي كان إذا باع لأحد حذاء قيده باسمه في دفتره على ثمنه ليطالبه به ولكنه كان يكتب خطا لا يعرفه ولا يتمكن هو بنفسه أن يقرأه مع أنه هو الذي كتبه بل كان يعرفه أخوه الأكبر المرحوم الحاج محمد جابر وكان يأتي غالبا إلى حانوت أخيه عبد الكريم فتراه يطلب منه الدفتر ويسأله: هذا اسم من وما الذي عليه؟ ثم توفي الأخ الأكبر فبقي البائع الكاتب لكن دفتره مات مع أخيه ولم ينتفع هو به بعده ولله في خلقه شؤون.
عبد اللطيف ثنيان
الاشفى
في محيط في مادة اش ف؛ الاشفى (وضبطها بكسر الأول وفتح ما قبل الأخر) الاسكاف. وهو غلط ظاهر والصواب مثقب للاسكاف ومعناه الأصلي السلاءة كما في الآرامية.

الصفحة 27