كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

وهؤلاء وهبوا منها ولا يزالون يهبون قطعا لمن شاءوا من المخلصين لهم أو المقربين منهم حتى إذا معظم الأراضي بيد الشرفاء ورجال الدولة والجيش ومختلف طبقات الناس من العامة. لأن من
نال هبة الملك من تلك الأراضي له أن يتصرف فيها حسبما شاء وأراد أيجار وبيع واستغلال وتقسيم بين ورثته أو بين أصدقائه بعد أن يدفع ضريبة الدولة ورسوم الهيكل المقررة مهما كانت ثقيلة الوطأة وليس لأي كان أن يتدخل في شؤون هذا المالك أو يضيق حريته.
وملكية الأراضي مثبتة في رقم من طين مدونة فيها تقسيم كل أرض وحدودها واسم صاحبها وما فيها من المنخفضات والمرتفعات والترع والجداول ومساحتها وإذا وجد بعض المبهمات تخطط صورة أو خريطة مختصرة تلحق بالرقيم زيادة للإيضاح.
وعلى هذا المسح العام للأراضي (الكادسترو) تجبى الضرائب والرسوم وتفرض على قاعدة ثابتة. لا يحتمل وقوع إجحاف كبير بالمزارعين. ويرجع من حين إلى آخر إلى مسح الأراضي التي يشك في صحة مساحتها.
بلاتو - أني لم أتعاط الزراعة ولا وقوف لي على هذه المعاملات ولكن إلا تظن أن الضرائب والرسوم التي تجنى على مساحة الأراضي لا تكون عادلة لأن بعض الأراضي مخصبة كل الخصب وبعضها دون ذلك وبعضها قليلة الإنتاج.
شمشو - الحق معك. إلا أن الشرائع المرعية قد نظرت في هذا الأمر وجعلت تقدير حاصل كل وحدة قياسية يختلف عن حاصل وحدة قياسية أخرى نظرا إلى جودة الأرض وموقعها.
وهكذا كانت تقطع القافلة مرحلة بعد مرحلة بأطيب الأحاديث وافكه النوادر والخوض في مواضيع شتى. وبلغت في اليوم الخامس اوبي الشهيرة

الصفحة 38