كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

روح الآلهة اشتر أنبئك أن دموع ندامتك صعدت ألي كعطر بخورذكي وأرضتني فوجدت عندي نعمة وقضت الآلهة في ندوتها أن تحيي سعيدة وسجل (نبو) في لوح الأقدار سعدك. فنجيت من آلام الغرام وها أن ذلك القاسي الذي لم يمالئك في حبك له يموت عاجلا، فما لك إلا أن
تقرني حياتك بحياة كاهن فيعقد لك تاج السعد.)
فجمد الدم في عروق شميرام وهلع قلبها رعبا ثم خارت قواها فسقطت مغشيا عليها بعد أن صرخت صوتا سمعه من كان في دارها. ففر بيروس هاربا. وجاء أهلها وخدمهم وعبيدهم فحملوها إلى غرفة نومها وعالجوا إنعاش قواها الخائرة ولما ثاب إليها رشدها قصت عليهم ما رأته وسمعته وما أوحاه إليها روح اشتر من موت شمشو.
إلا أن ذلك المشهد وذلك المسمع وذلك النبأ موت شمشو كل هذا لم يؤثر في اعتقادها بل كانت تحملها على خزعبلات وعلى دسيسة أثيمة يكشف المستقبل مخبأها ويظن بواطن أسرارها حتى أن أمها أخذت عليها من غضب الآلهة التي لا تكترث لهم وبقواتهم وقدرتهم.
يوسف غنيمة

الشيخ علي سالم الصباح
في اليوم الأول من شهر ك 2 من هذه السنة 1928 توفي الشيخ علي سالم الصباح أثر ما أصابه من الجروح العظيمة في وقعة الأخوان، فشمل الحزن الكويتيين جميعهم واتشحت المدينة بالحداد وتعطلت الأعمال وأقفلت الأسواق وأقيمت للمتوفى مناحات في الطرق وفي الدور.
وكان المرحوم ثاني أنجال الشيخ سالم الصباح وابن عم حاكمها الآن وكان في مقتبل العمر ومن الشبان المتنورين واشتهر بالشهامة والإقدام والبسالة والجرأة وكان في الحادثة التي جرح فيها يقود حملة اركبها 17 سيارة فقابل الهاجمين بقلب قد من الجلمود المانع وقاتلهم قتال الأبطال المستميتين حتى سقط قبل أن تلحق به القوة التي انضمت إليه بعد جرحه الذي قضى عليه بعد أن عاش خمسة أيام يقاسي فيها اشد الآلام.

الصفحة 42