كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

مندلي) وبادرايا (وتعرف اليوم باسم بدرة). بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي في أقصى النهروان. قالوا: لما عمر قباذ بلاده نقل الناس، وكان من نقله إلى بادرايا وباكسايا الحاكة والحجامين) أهـ.
على أن الأستاذ البفاري م. شتريك يقول في معلمة الإسلام في مادة باكسايا أن الكلمة منحوتة من بيت أي دار و (كسايا) أي (الكشيين) المذكورين في الرقم المسمارية وهو يتفق كل الاتفاق وموقع باكسايا المجاورة لزجرس موطن الكشيين الأقدمين، أهـ. وكلا التأويلين محتمل إلا أننا نخبر الأول لأنه يوافق ما ذكره ياقوت.
3 - ذكرها في التاريخ
كثر ذكر باكسايا في التاريخ ومن جملة ما جاء. ما ذكره الطبري في تاريخه الكبير وهذا حرفه:
(وواتر (كسرى) الكتب إلى يخطيانوس في أنصاف المنذر (ملك العرب). فلم يحفل بها فاستعد كسرى فغزا بلاد يخطيانوس في بضعة وتسعين الفئات مقاتل فاخذ مدينة دارا، ومدينة الرهاء. ومدينة منبج، ومدينة قنسرين، ومدينة حلب. ومدينة إنطاكية. وكانت أفضل مدينة بالشام، ومدينة فامية ومدينة حمص؛ ومدنا كثيرة متاخمة لهذه المدائن عنوة: واحتوى على ما كان فيها من الأموال والعروض، وسبى أهل مدينة إنطاكية ونقلهم إلى أرض السواد: وأمر فبنيت لهم إلى جنب مدينة طيسفون على بناء إنطاكية على ما قد ذكرت قبل، وأسكنهم إياها وهي التي تسمى (الرومية) وكور لها مورة وجعل لها خمسة طساسيج: نهروان الأعلى، وطسوج نهروان الأوسط وطسوج نهروان الأسفل، وطسوج بادرايا، وطسوج باكسايا. وأجرى على السبي الذين نقلهم من إنطاكية إلى زاوية إلى الرومية الأزرق، وولى القيام بأمورهم رجلا من نصارى أهل الأهواز كان ولاه الرئاسة على أصحاب صناعاته يقال له (براز)، رقة منه لذلك السبي، إرادة أن يستأنسوا ببراز، لحال ملته ويسكنوا إليه. اهـ.

الصفحة 50